موازين للفنون والفن لا يرقص على الجراح

موازين للفنون والفن لا يرقص على الجراح

- ‎فيفن, رأي, واجهة
0
موازين

اكسبريس تيفي : نجيبة جلال

كلما اقترب موعد مهرجان موازين، تتعالى بعض الأصوات لمقاطعة المهرجان، متحججة بأسباب تحاول من خلالها استمالة عواطف المواطنين، لبلوغ هدف واحد وهو إلغاء المهرجان نهائيا، حرب ليست ضد المهرجان فحسب إنما هي حرب ضد الفن بصفة عامة، فهؤلاء يحاولون هذه السنة اقناع المغاربة بمقاطعة موازين ركوبا على القضية الفلسطينية، تحت شعار “لا ترقصوا على جرح إخوانكم”، شعار يختزل الفن بصفة عامة في الرقص، على الرغم من أن رقصة “الدبكة” كانت ولازالت حاضرة بين أهالي فلسطين حتى في عز الحصار والحرب.

إن من يروجون لهذه الشعارات هم في الغالب ينظرون للفنون بصفة عامة على أنها ليست ذات جدوى داخل المجتمع، وأنها تعارض المعتقد على الرغم من أن الاسلام لم يحرم الموسيقى في أي نص صريح، بل يتناسى هؤلاء أن الموسيقى صاحبت القضية الفلسطينية منذ بدايتها، وكثيرون تعرفوا على القضية من خلال أغاني شهيرة، آخرها أغنية “leve palestina” التي يشغلها انصار القضية الفلسطينية عبر مختلف دول العالم في وقفاتهم التضامنية.

على من يدعون اليوم إلى مقاطعة مهرجان موازين وبالتالي كل مهرجانات المملكة، أن يخرجوا للتعبير عن مواقفهم الصريحة من الفن بدل الاختباء وراء أسباب غير منطقية، لكن، هم يعلمون أنهم لن يبلغوا مرادهم بذلك، لهذا فهم يلعبون على وثر العاطفة بطريقة سخيفة لن تستميل إلا السذج، فالمغاربة أذكياء ولن تنطلي عليهم الحيل، فإن من يستعملون الرقص كحجة للمقاطعة هم نفسهم من ينشرون فيديو رقصة الأرض التي أداها أحد المقاومين وهو يرمي الجنود الاسرائليين بالحجارة، ولعل هذا المقاوم الفلسطيني أعطاهم درسا مجانيا بأن الرقص لم يكن يوما لهوا فقط، انما هو شكل من أشكال التعبير الجسدي، ولكنهم لا يفقهون.

ومن الحجج التي تكشف زيف أطروحة الداعين للمقاطعة هي عدم دعوتهم لمقاطعة الأعراس والأفراح كشكل من أشكال الحداد، لكنهم يستهدفون فقط المهرجانات ذات الاشعاع الكبير، وفي المقابل ألجمت جمعية “مغرب الثقافات”، وهي الجهة المنظمة للمهرجان، أفواه من يروجون لفكرة أن المهرجان يهدر المال العام، قائلة “إن موازين لم يعد يعتمد على التمويل العام، وأنه يعتمد على التمويل الخاص بنسبة 32%، بينما تمثل المداخيل المتنوعة مثل تذاكر الدخول والبطاقات والإعلانات 68% من الميزانية الكلية للمهرجان.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *