شاعيق عبد العزيز
شهدت منطقة التسريع الصناعي بأكادير، يوم أمس الاثنين 20 يناير 2025، حدثا استثماريا هاما بافتتاح مصنع “ليوني أكادير”، الذي يتوقع أن يكون محطة جديدة في مسار تعزيز مكانة المغرب كقاعدة عالمية لصناعة السيارات. الحدث حضره رئيس الحكومة المغربية، السيد عزيز أخنوش، ووزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، إلى جانب كريم زيدان، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، وسعيد أمزازي والي جهة سوس ماسة، وكريم أشنگلي، رئيس مجلس الجهة. كما حضر مسؤولون بارزون من الشركة الألمانية، من بينهم المدير العام لشركة ليوني المغرب فخري بوقرة ومدير الموارد البشرية هشام حنيوي.
ويقام المصنع الجديد بمنطقة التسريع الصناعي سوس ماسة، التي تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 305 هكتارات، ويحتل المصنع مساحة 7.6 هكتارات، منها 19,000 متر مربع مخصصة للمرافق الإنتاجية الحديثة. باستثمار إجمالي يصل إلى 188 مليون درهم، يُرتقب أن يساهم المصنع في خلق 3,000 فرصة عمل مباشرة بحلول عام 2027، ما سيشكل دفعة كبيرة للتنمية الاقتصادية في الجهة.
ويعد هذا المشروع خطوة مهمة ضمن استراتيجية “ليوني” لتوسيع نطاق إنتاجها ودعم الابتكار والاستدامة، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمار في الطاقات البشرية المحلية.
لا يقتصر مشروع “ليوني” على توفير فرص الشغل، بل يتعداه ليكون دافعا لجذب استثمارات شركات أخرى متعددة الجنسيات نحو جهة سوس ماسة. بفضل بنيتها التحتية المتطورة، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ومواردها البشرية المؤهلة، أصبحت الجهة وجهة مفضلة للمستثمرين في قطاع صناعة السيارات.
يتزامن افتتاح المصنع مع إطلاق خط بحري جديد يربط ميناء أكادير بميناء بورتسموث في إنجلترا وملقا في إسبانيا، مما سيعزز حركة نقل الشاحنات المحملة بالبضائع بين المغرب وأوروبا. هذا الربط التجاري سيجعل من أكادير مركزًا لوجستيًا مهمًا بين القارتين.
وفي تصريح له خلال حفل الافتتاح، أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن المغرب يطمح للوصول إلى إنتاج مليون سيارة سنويًا بحلول 2023، بعدما بلغ الإنتاج الحالي حوالي 700 ألف سيارة سنويا.
وأوضح أن مثل هذه الاستثمارات تعزز موقع المغرب كأول منتج للسيارات السياحية في إفريقيا والمصدر الأول للسيارات الحرارية إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أخنوش أن المملكة أحرزت تقدما ملحوظا في صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات، مما يفتح آفاقا واسعة للتوسع في هذا المجال الحيوي.
افتتاح مصنع “ليوني” بأكادير يشكل خطوة هامة في تعزيز التموقع الصناعي للمغرب عالميا.
ومع ازدياد التوجه نحو استثمارات مماثلة، تُعد جهة سوس ماسة مؤهلة لتكون منصة رائدة لصناعة السيارات المتطورة، بما يساهم في تعزيز التنمية المستدامة وترسيخ مكانة المملكة كمحور استثماري في الصناعة العالمية.