إكسبريس تيفي / نجيبة جلال
قرأت تدوينة ادريس الراضي، وبان ليا السيد طلع معاه الصهد مزيان… كلها تغبان و ندمً… فهل ينفع الندم بعد هذا الكم الهائل من الكذب.
مما ليس فيه مجال للشك ، استمر ادريس الراضي في ضخ سمه في العدو الذي اختلقه لنفسه ” الدولة”….ادريس في صراعه مع الانا المتضخم لديه، نسي انه حين ينشر الاكاذيب حول ظروف سجن عمر، متعمدا اظهاره كمستهدف و ضحية انتقام و ملبيا بذلك تعليمات من يرسلون هذه التدوينات للمنظمات الدولية، نسي انه يخدم مصالح ” الطوابرية” و لا يخدم مصالح عمر….
المهم، تمادى ادريس في تجاوزاته، و اسهاله في التدوينات كاتبا ما لم يقله عمر و ما لم يطلبه عمر، فاستجابت المؤسسة ظنا منها ان ذلك ما استعطف من اجله عمر… في حين ان الطلب لمً يكن الا ” مراوغة تصعيدية” وًمبادرة شخصية لادريس….لا علاقة لعمر بها….كان هدفه فقط التشويش في الداخل و ارسال التدوينة للضفة الاخرى حتى يتم استعمالها في تقارير ضد المغرب.
الحقيقة هي ان عمر منذ ان وصل الى سجن تيفلت، و هو في سجن انفرادي مع كتبه…. ينام النهار و يسهر الليل … كما اعتاد تماما في حياته قبل السجن…يعني انه كان في ظروف جد مريحة … لان اي سجين سابق قد تسأله عن اصعب شيئ داخل السجن، سيقول لك بدون تردد : الزحام الذي يحرم السجين من خصوصيته…
تفاديا لكل الانتقادات و لبلانات ادريس الراضي، وضع مدير سجن تيفلت عمر لوحده في زنزانة منذ البداية و هذا يعتبر امتيازا في الحقيقة… لكن هيهات، ادريس الراضي و اصدقاؤه احترفوا التصعيد ..
و أبى ابا عمر الا ان يفسد على ابنه نعمة شيئ من الامتياز داخل السجن…..
ماذا وقع اذن؟ بعد الضغط الكبير الذي تعرض له المسؤولين عن مديرية السجون، قرروا الاستجابة لطلب عمر الذي عبر عنه ابوه في الفضاء الازرق… يعني، ترحيله من سجن انفرادي ووضعه مع سجناء اخرين…
اراك لمسقي…..
على من ستطبق استجابة المؤسسة السجنية؟ طبعا على عمر .. و ليس ادريس….عمر وجد نفسه بعد نعيم سجنه الانفرادي في سجن جماعي و ها هو ادريس يتورق……
فهل طلب حقا عمر من ابيه كل هذا…؟
عمر لم يطلب شيئا من ابيه حتى انني اشك في ان تدوينة ادريس الاخيرة، التدوينة التي كلها بكاء و تبوحيط، هي في الحقيقة تعبير عن الاحساس بالذنب الذي لا محالة يعيشه ادريس الراضي حاليا….
خلاصتي، ان هذه التدوينة سببها غضب عمر من ابيه، عمر اتهم اباه بكونه المسؤول الاول عن وضعه الحالي السيئ في السجن … عمر اتهم اباه انه اختلق قصةً حرمانه من استشارة طبيب خارج السجن لانه لم يضع اي طلب في الموضوع… ،عمر يعيش مع السجناء و اتهم ادريس انه اختلق ايضا قصة الاصفاد لان كل زملائه السجناء يزورون الطبيب باصفادهم و هو امر عادي و مؤطر بقانون وتنظيمي تمامًا كما يراه عمر كل يوم في السجن….
عمر لام اباه لانه ادعى انه محروم من النزهة في حينً انه اختار عدم مغادرة زنزانته.
المهم، نايضة!!!!!
و تدوينة ادريس توحي ان عمر قال لابيه :
– فراني يا لفيراري!!!!كل ما تكتبه لن يرضي الا نفسك و اصدقاءك اما انا ، فانت المسؤولً عن وضعيتي اليوم ….
–
إدريس الراضي مستاءً من تأنيب ابنه و ضميره يؤنبه ايضا على ما يبدو في تدوينته الاخيرة …. فهل يستفيق ادريس من بنج نضال الطوابرية؟
الى حين خرجته المقبلة، يبقى عمر الراضي كما قلتها سابقا، قربانا استعمله البعض كما استعملوا اباه و كما يستعملون ضعاف النفوس في مخططات بئيسة ضد الوطن …