إكسبريس تيفي : نجيبة جلال
الدار بلا كبير بحال جنان بلا بير!!!
هذا المثل المغربي يوضح لكل من سمح لنفسه بالتشكيك في قدرات المغرب أن البصيرة السياسية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله تجعل المغرب في أمن أمان و فالبلد تحتاج كبيرها الذي يرى ما يعجز العامة عن رؤيته أما تكهنات الاعداء فلا يمكن ان تنبع الا من محاولات زرع الفتن….
اليوم توصل القصر الملكي برسالة من الوزير الأول لدولة إسرائيل بنيامين نتنياهو رفع فيها هذا الاخير، الى علم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قرار اسرائيل للاعتراف بسيادةً المغرب على أراضي الصحراء الغربية،
هذا الاعتراف الذي زعزع عقيدة الكثيرين من حساد المغرب و بعثر أوراقهم حتى أن علي لمرابط كتبها صراحة ليصفه بالاعتراف الغير متوقع، اعتراف ليس وليد الصدفة بل ثمرة اشتغال و استراتيجية يقودها جلالة الملك بنفسه! و مخطئ اليوم من يحاول ربط هذا الاعتراف بقرار استئناف العلاقات بين المملكة المغربية وبين دولة إسرائيل، بتاريخ 22 دجنبر 2020.
فمن يعود إلى مضامين خطاب جلالة الملك نصره الله، بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، سيفهم أن هذا الاعتراف ما هو إلا تتويج لمسار سياسي ثنائي مستقل عن الاتفاق الثلاثي. حيث كان جلالته قد أكد في خطابه ذاك، أن “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات. رسالة وصلت الى كل من يتودد الى هذا البلد السعيد ….
بالطبع، كما كتبت في تدوينة منذ اسبوعين، التقرير الذي نشره “مركز تفكير اسرائيلي تحت عنوان “يجب على إسرائيل الاعتراف بالوحدة الترابية للمغرب” كان اشارة قوية بأن اعتراف اسرائيل بمغربية الصحراء صار وشيكا ، و ليس لان هناك الزامية اعتراف في الاتفاق التلاثي، بل التقرير برمته اعتراف بالدور المنوط مستقبلا للمغرب في تأمين الأمن الغذائي العالمي!
هذا الاعتراف ليس خدمة مقدمة او هدية من اسرائيل للمملكة المغربية بل هو تأمين للامن الغذائي العالمي، كما اشار Yechiel كاتب التقرير صراحة في مقاله، حيث قال في هذا الشأن أن تأمين المغرب هو تأمين الأمن الغذائي العالمي.
هذا طبعا يفسر مطامع عدة دول و حرصها على مصالحها داخل المملكة الشريفة، كما يفسر تكالب الاعداء و محاولات افساد الصورة التي يتمتع بها المغرب عند أقوى الدول. دور سيلعبه المغرب رغما عن أنف الحاسدين فقد شاء الله أن يكون المغرب حلا لازمة الامن الغذائي العالمي…
الاعتراف من شأنه ايضا فتح آفاق واعدة ومشجعة لجذب استثمارات إسرائيلية مهمة من أجل المساهمة في تطوير وتنمية أقاليمنا الجنوبية، شيئ لا يستسيغه جيران الشرق مما جعلهم يستثمرون الكثير من الموارد فقط من أجل تمويل قراصنة اليوتوب للضرب في المغرب مستعملين قضايا حقوقية مزيفة.
إن مملكة الصمود و المواقف بقيت وفية لوعودها و سائرة على درب مبادئها دون أن تتوقف عند كل من هاجم و روج الكذب و البهتان و الكثير من القصص، وواصل المغرب استراتيجيته و ظلوا هم كلابا ضالة لا يتعدى صوت نباحها الفضاء الرقمي…
و خير دليل على أن المغرب تابث في مواقفه، هو أن هذا الاعتراف لن يحيذ المغرب عن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني المشـروعة كما سبق و أكد ذلك بلاغ ملكي في 2020 عقب اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء.. وفي مقدمة مواقفه التابثة، المغرب وعد أنه سيظل يدافع عن حق فلسطين في إقامة دولة مستقلة وذات سيادة، عاصمتها القدس الشـرقية على حدود 4 يونيو 1967، لتعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، في سلم وأمان، وفق القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
و لعل المعتبرين يقفوا للتأمل و لو للحظة دون اطلاق العنان لحقدهم الدفين، ليفهموا أن معركة الصحراء كانت منذ البداية قضية وطن بشعبه و ملكه، لا مقايضة في ذلك و ما جاء هذا الاعتراف الا في سياق قناعة متزايدة لدى المجتمع الدولي بعدالة قضية وحدتنا الترابية وبوجاهة مبادرة الحكم الذاتي كأساس لحل واقعي وجاد وذي مصداقية، وذلك على غرار ما قامت به العديد من الدول كالولايات المتحدة الأمريكية و15 دولة أوربية (من بينها ألمانيا وإسبانيا وهولندا وسويسرا…)، وما تكرس من توجه دولي داعم، جسده فتح 28 قنصلية في أقاليمنا الجنوبية.
دام للمغرب ملكه و تباثه و دام للجنة القدس قائدها كي يواصل دوره الفاعل لخدمة السلام والاستقرار في منطقة الشـرق الأوسط، بما يفتح ذلك من آفاق جديدة للمنطقة برمتها.
و دام لجنان المغرب كبيره!