السعيد بوكيوظ تكريس لمنهجية الطوابرية في صنع الملفات الحقوقية

السعيد بوكيوظ تكريس لمنهجية الطوابرية في صنع الملفات الحقوقية

- ‎فيشن طن, واجهة
img 1691017555720
إكسبريس تيفي

 

إكسبريس تيفي / ✍️نجيبة جلال :

 

لا يسعني إلا أن أعلن عن عدائي و نبذي لمن سأسميهم من الآن ” سماسرة الوطن”، و أشهد العالم و المغاربة على ما أكنه، فلا أظن القانون يلومني على ما أكنه لهؤلاء الذئاب البشرية الذين صاروا ينهشون في لحومنا كي يقدمونا ” أكلة باردة “على طبق من ذهب لجهات معادية للوطن.

بل إني أتساءل، كيف أننا لا نرى مناضلي هذا الوطن من سياسيين و صحافيين و قوى حية، يحركون حملات لمواجهة هذه الهجومات التي صارت جلية للعلن… لا أحرض أحدا، بل أخاطب عقول و قلوب المغاربة أجمعين. مصيرنا مرتبط بمصير بلدنا، مستقبل أبنائنا مرتبط بمصير المغرب، أوليس مشروعا أن ندافع عن هذا كله؟

لا أخاطب من أرسلوا أبناءهم أو من يخططوا للعيش في بلدان بعيدة، لا أخاطب من بعثوا بأموالهم الى ابناك دولية، بل أخاطب مغاربة مثلي، ليس لهم و لأبنائهم من مستقبل و لا يرضون غير أرض المغرب وطنا…نحن اليوم ليس لدينا خيار سوى التصدي ل” سماسرة الوطن”. فهم يحاولون كتابة تاريخ مزيف قابل للتوثيق بأخطر سلاح عرفه تاريخ البشرية. شبكات التواصل الاجتماعي سلاح يستعمله الطوابرية من أجل إعطاء الحياة لأكاذيبهم و حتى و إن أردنا التجاهل فالخطر هو ترك الساحة الإفتراضية فارغة لا يملؤها إلا كذبهم…

اليوم وبعد أن فشلوا في ابتزاز الدولة بملفات معدودة لصحفيين خرقوا القانون و توبعوا في جرائم حق عام، بدؤوا في البحث عن ملفات جديدة. إتجهوا إلى ملف ساخن أرادوا به دعم ” حلم مونجيب” في خلق تقارب إسلامو-يسراوي، و إضافة ملف جديد يبتزون به المغرب و الدولة.إلا أنهم راهنوا على ضعف ذاكرة القاعديين الذين رأووا في هذا الملف خيانة لمبادئهم، و نسي عبد المومني و المعطي أن المناضلين لا يغيروا مواقفهم بتغير أجندات من يحركهم!!

ثم ظهر على صفحاتهم في الفضاء وجه جديد، ضحية ” القضاء المغربي” على حد تعبيرهم ليتحدثوا عن محاكمة سريعة في حق مناهض للتطبيع.

لا يسعني إلا الإندهاش من سرعة تحرك ” سماسرة الوطن” فالمنهجية صارت معروفة و تسييس الملفات وصفة يتقنوها إلى أبعد الحدود!

بطل ” الطوابرية اليوم هو السعيد بوكيوظ، مغربي اعتقل “بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء صباح الاثنين 24 يوليوز 2023، حينما كان قادما رفقة أسرته من الديار القطرية، ومتابعته في حالة إعتقال يوم الأربعاء 26 يوليوز 2023 بتهمة الإساءة إلى ثوابت المملكة طبقا للفصل 267-5 من القانون الجنائي”.

منهجية “سماسرة الوطن” التي أصبحت واضحة اليوم هي إختيار شخص خالف القانون بطريقة أو بأخرى، و البحث في أرشيف ما نشره من تعبير عن مواقف يعبر عنها آلاف المغاربة دون أن يقلق أحد مضاجعهم، الشرط الوحيد في هذه التدوينات هي أن تكون مخالفة للموقف الرسمي للدولة، حتى يتمكنوا من إستغلالها و الدفع بكونها سبب المتابعة القضائية…

يعرف الطوابرية أن حيز حرية التعبير مفتوح منذ سنوات في المغرب، و أن التعبير عن المواقف ليس جريمة في نظر القانون المغربي و لا لدى أعلى سلطات البلاد. بل هو اختيار وطني، يدعم فكرة ” المغرب يسع الجميع” … و خير دليل هو ما ينشروه هم أنفسهم على مواقعهم و إن كان يستفزنا نحن كمواطنين!

فمرات عديدة، تنادي القوى الحية داخل المغرب السلطات بالتدخل للحد مما تعتبره ” محاولات لزرع الفتنة” و لكن الدولة أكدت اختيارها و لم نسمع خبر اعتقال عبد المومني الذي جرح في برقية تعزية ملكية بلسان سليط، و لا اعتقال بناجح الذي صار يعلق على كل المقررات القضائية التي تخص أبناء جماعته حتى و ان كانت تخص جرائم تشهير أو اغتصاب! لم نسمع حتىً باستدعاء للإستفسار وجه للمعطي كي يشرح من يقصد بتدويناته حول ” القلب العامر بالحقد الذي لا يستطيع النهوض بثقافة حقوق الإنسان ” … و كثيرة هي التدوينات التي نشرت و هوجم فيها الوطن و رموزه و مؤسساته دون أن تحرك النيابة العامة ساكنا!

و مع كل ذلك، يأس الطوابرية في إيجاد ما يلطخ الصورة الحقوقية للمغرب يجعلهم ينقضون على أي ملف بغباء، فهاهم اليوم يحاولون صنع ” معتقل رأي” من لا شيئ ، إلا أن إختيارهم هذه المرة وقع على ابن جماعة العدل و الإحسان، متطرف عرف عنه اللسان السليط، و من سبق و قرأ تدويناته في 2020، سيفهم بديهيا أن السعيد بوكيوض لمً يعبر عن موقف رافض للتطبيع بقدر ما نشر من توصيفات ” نابية” لشخص ملك البلاد…و سلسلة تدويناته لا يمكن وضعها إلا في خانة التشهير..

غلام العدل و الاحسان الذي حضي بتدريبات في المقر المركزي للجماعة بسلا لا يفهم معنى الانتقاد، و عنفه الفكري، الذي عبر عنه في تدويناته، ليس بمعزل عن تكوينه الأصلي…السعيد بوكيوض، سب و قذف، و القانون من شأنه معاقبة هذه الأفعال.. فلماذا لم ينشر الطوابرية التدوينات التي أدين علىً اساسها بوكيوض؟ لماذا إكتفو بقول أن المحاكمة كانت سريعة و أنها تخص التعبير عن موقف معارض للتطبيع….

لأن هذه هي منهجية عبد المومني، و المعطي التي يرددها موقع زيان و قناة ريف فيزيون، و تنشرها خلود في محاولة للبقاء داخل دائرة الطوابرية… كل هذا يأخذه لمرابط ليرضي أولياء نعمته الإسبان و يربط إعتقال شخص مذنب بالسب و القذف و التشهير بعطلة بيدرو سانشيز في المغرب…

طبعا، كل من هؤلاء يضرب بأقصى ما لديه من قوة في جعبة كذبه، و كل له طرقه و أولياء نعمته و لكن الهدف واحد و هو عزل المغرب عن محيطه!

لن نناقش من تزعجهم منشوراتنا و مقالاتنا و لن نشرح لهم أن الحقيقة التابثة اليوم هي أن مركب الوطنية واحد و سماسرة الوطن يحاولون إحداث ثقب لإغراقه، فمن له غيرة على وطنه لا بد أن يتصدى لهذه الهجومات… فليس للحياذ مكان عندما يتعلق الأمر بسلامتنا جميعا.

 

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *