إكسبريس تيفي/✍نجيبة جلال:
خبر مذكرة اعتقال السيد الحموشي والدخيسي هو آخر ما جاد به العقل الكرغولي في محاولة أخرى للمس بصورة المغرب!
نكتة وكالة الانباء الجزائرية هذه المرة من شأنها أن تسعد المغاربة أكثر من سابقاتها، لأنها تولد في ظرفية استثنائية للغاية تحمل في طياتها أثر حزن و يأس أعداء الوطن، بل وتنقل إلينا خبر كساد الأصل التجاري للكثير من الاشخاص الذين باعوا الوطن وانتعشوا من دينار الجيران…
طبعا، كذبت المصادر الديبلوماسية الخبر رغم أن كل مغربي مهما كان متوسط قدراته المعرفية، يعلم جيدا أن الحقد والحسد ونشر الاكاذيب هو ما تجيده وسائل الإعلام الجزائرية، والأكيد أن هذه لم تكن أول نكتة جزائرية ولا آخرها!
تذكروا خبر كون السيد الحموشي مبحوث عنه “الذي يردده منذ مدة زكرياء المومني وعلي لمرابط وفسحة، بل تذكروا الخبر الذي نشره أعداء المملكة عن التحقيق مع المدير العام للأمن الوطني من طرف الجهاز العسكري… تذكروا كل ما قيل حول جلالة الملك محمد السادس من أكاذيب وحتى حول الاميرات حفظهم الله ورعاهن.
فمتى كانت الدولة تأبه لمثل هاته الوسائل الصبيانية في الهجوم عليها وعلى رموزها؟
الدولة تكتفي بالمضي قدما في ما رسمه العاهل المغربي كخطة طريق، ورجالات الدولة يعملون بجد للحفاظ على الدور الريادي الذي يسعى إليه المغرب ومن جهته، الإعلام المغربي هو من يرد على هذه التفاهات من باب التوضيح فقط.
ليس أبدًا خطر على وطننا بروباغندا غبية عنوانها غيرة جارة السوء.. وردود الفعل الرسمية للدولة تحمل من الاشارات ما يكفي لتوضيح موقفها إزاء هذه الهجومات التي لم تأخذها يوما على محمل الجد.
فإذا كان هذا رسميا موقف الدولة المغربية، ليس من الحكمة أبدًا أن تقوم أقلام مغربية بالترويج لقراءات أخرى تخلط بها الاوراق وتصبح داعمة لرسائل يعتمدها أعداء الوطن.
صناع القرار يقرؤون ويتابعون وهذا ما يمكن الدولة من الحفاظ على خيط تواصل أفقي ومن الاستمرار في الاحتفاظ بهيمنتها وتكريس دورها في الحفاظ على الاستقرار الداخلي وعلى التوازنات.
ولكن، محاولة استغلال هذه الحقيقة في البحث عن تقاطعات بين الاحداث والترويج لكون هذا الخبر الزائف أو ذاك يحتمل أكثر من كونه نكتة هو في حقيقة الأمر أخطر من الخبر الزائف نفسه!
بل ومحاولة ربطه بأشخاص داخل الوطن والتلميح لتورط أسماء في عمليات استخباراتية ضد المؤسسات الأمنية وضد جلالة الملك هو تدعيم مباشر لنظرية البنية السرية التي طالما حاول أعضاء الطابور الخامس الترويج لها رغبة في خلق فتنة بين الأشخاص والمؤسسات!
في الكثير من الاحيان، قد تكلفنا حسابات داخلية ضيقة أكثر من نكت الاعداء، ولا أظن أن هناك عاقل سيختلف معنا في كون مصلحة الوطن فوق كل مشاكل الأنا والاحقاد الشخصية التي تطفو كلما سنحت الفرصة بضربة زاوية يضن أصحابها أننا غير مقصرين!!!
مصلحة الوطن أولا وأخيرا !