نجيبة جلال
لماذا تصرون على إيذاء هذا القطاع، لماذا تحاربون استقرار الصحافيات والصحافيين ؟ ما الذي يخيفكم؟ لماذا ترغموننا على فضح أسوأ ما فيكم!
لا بد أن نعترف، جميعاً، بأننا فعلا ضحايا “الحظ الأسود” وبأن أغلبنا لم يعد قادرا على القيام بقراءة سليمة وصحية للأحداث! نشهد في هذه الفترة “عصير باناشي” من التعليقات و ردود فعل تشبه كثيرا حلقات مسلسل “ذا سيمبسونز”.. واقع ساخر و نكات من الواقع، أبطالها لم يتغيروا في هذا القطاع. أما الأحداث والمواقف فصعُب استيعابها و أضحى مستحيلاً احتمالها.
لم يسبقنا أي قطاع آخر إلى تخريب نفسه ولا أعتقد أنه سيتغلب علينا أحد في حالة الذل والرداءة والحمق التي وصلت إليها صحافة اليوم، لأن الحقيقة المرة، هي أنه لا أحد ساعد في تخريب المجال غير أصحابه.
آه، يذكرني ذلك الوجه البارز لدينا بالطفل “بارت” من أسرة ذا سيمبسون، تلك الشخصية الشقية لطفل يفتعل المشاكل ويدبر المقالب وهو غير ذكي على الإطلاق. “بارت” الذي حصل في إحدى حلقات المسلسل على علامة راسب حين فشل في امتحان التاريخ أربع مرات متتالية، وأوصى الطبيب النفسي أسرته بأن يعيد صفه الرابع، لكن ذكائه “الخارق” جعله يعتقد أنه طفل محظوظ! وصحافتنا تشبه “بارت” تماما، ضربت عاصفة المدينة وأغلقت المدرسة وبارت ظن أن السماء تحبه وأن القدر يعطيه مزيدا من الوقت لينجح في امتحانه فيقرر الاستعانة بأخته الذكية ككل مرة، ولكنه وحتى بدعم أخته الذكية حصل على علامة راسب.
طبعا، ليس لدينا فقط بارت وأخته، لدينا أيضا بينكي وبرين، ثنائي يتوق أن يحكم، ويضع في كل مرة خطة للتحكم في العالم، حتى وجدنا أنفسنا في مختبر مع برين، الفأر المجنون الذي يقضي حياته في محاولةٍ للسيطرة على العالم، ومع كل خطة يضعها، يأتي برين لتصحيحها، لكن أغباهما يتجاهل ملاحظة أذكاهما وتفشل الخطة في كل مرة.
العفو الملكي الذي شمل زملاء صحفيين فرصة تاريخية قد نهزم بها “بارت” وأخته، كي يختفي معهما برين وبينكي، كما سبق وهزمنا لوحدنا “فييلوك”.. هل تتذكرون شيطانيته؟ هزمناه، بعد أن فضحنا كل ألاعيبه وقضينا على كل من يعمل لصالحه!
حصل هذا العفو بمناسبة عيد العرش الذي تزامن هذه السنة مع مرور ربع قرن من حكم الملك محمد السادس نصره الله. فرحنا بهذا الإفراج ليس فقط لأنهم زملاء ومواطنون انتهت أزماتهم، بل لأن هذا العفو يقطع الطريق على كل تجار الحقوق وعلى من استغل هاته الملفات طوال ثلاث سنوات للمزايدة على المملكة المغربية.
والواقع أنني لم أتفاجأ أبدا من شطحات بارت وأخته، لأنهم يعلمون أن الكل يعلم أنهم تخلوا عن دورهم في بداية الملفات بل ولعبوا دور الشيطان في الكثير من التفاصيل، ولم أتفاجأ من برين الغبي ولا من فييلوك بقدر ما تفاجأت من سذاجة من لازالوا يعطونهم فرصة التواجد بيننا.
فييلوك يشتري البريستيج وستجده في منصات يحاول بيع وهم وضع مريح فقده، ولكنك تلمس خوفه الأزلي من الاختفاء في تحركات بارت وأخته وفي خطط برين… فييلوك، انتهى لأن صاحبة الجلالة استفاقت، ودليلي ما يلي.
لا أبالغ إذا قلت إن هذا العفو الملكي بمثابة القبلة التي أيقظت الأميرة النائمة، صاحبة الجلالة التي تكالبتم وحاولتم قتلها، لأن للبيت ربا يحميه.
فقدتم البوصلة وها أنتم تأكلون بعضكم بعد أن اكتشفتم أنكم لستم الدولة و لا تؤثرون بصحافتكم في أي شيء. ولكن أكثر ما آلمكم أن من كنتم توهمونهم بقدراتكم الخارقة اكتشفوا حقيقتكم!
تتراقصون اليوم بهواتفكم لتوهموا المستفيدين من العفو أنكم أنتم من وراء العفو، بل و”برين” يصرح أن هناك من كان يعلم ومن كان لا يعلم. روايتكم بايخة حدود البلادة، لأن العفو ملكي أولا وأخيرا وهو تشريف لزملائنا، تشريف يقدره المستفيدون حق قدره ونحن نعتبره هدية من صاحب الجلالة للقطاع بأكمله، وهذا كل الفرق بيننا وبينكم!
أما أنتم فتظنون أن بمحاولتكم إلصاق نجاح العفو بأشخاص آخرين غير صاحب الجلالة سيعطيكم نفسا آخر للاستمرار. حمدا لله أن محاولاتكم صارت تُفهم في سياقها، وأنتم، كما عهدناكم منذ البداية، تحاولون مرة أخرى الركوب على موجة العفو، والظهور بصورة “المقربين الناصحين”، وأنتم أبعد ممن يتواجد في الدائرة.
المهم اليوم، ليس ما تحاولون القيام به، المهم أنكم وأخيرا أصبحتم خارج السباق، وحتى بلاغ الفيدرالية الدولية للصحفيين لن يُفهم أكثر من تمطيط لتجاذب أقطاب تقحمون فيها الدولة مرة أخرى كعادتكم.
والأهم هو أن صاحبة الجلالة اليوم تفتح صفحة جديدة بطموح مغربي وحلم مغرب متجدد، صحافته وطنية وصحفيوه أحرار مهما تعددت مرجعياتهم وآراؤهم.
فهنيئا لمن سيشارك في كتابة تاريخ الصحافة الجديد ووداعا بارت وبرين و فييلوك وكل من يدور في فلكهم وكل من سيصدقهم مرة أخرى.