نجيبة جلال
في زمن الهجمات الرقمية و #التضليل_الإعلامي، نقف اليوم أمام تساؤل محير: أين ذبابنا الإلكتروني؟ ذلك الجيش الرقمي الذي اشتعلت أنامله في الحروب الانتخابية، وغزا مواقع التواصل الاجتماعي بشراسة لا مثيل لها دفاعًا عن الأحزاب والمرشحين، أين اختفى عندما احتاجه الوطن للدفاع عن أمنه القومي؟
حين نسمع عن الحملات التضليلية الأخيرة المتعلقة بأحداث الفنيدق، وعن الذباب الإلكتروني الجزائري الذي نشط بكل طاقته لزرع الفتنة ونشر الصور والفيديوهات المفبركة، نتساءل: ألم يكن ذبابنا الإلكتروني في استراحة المحارب؟ فبعد كل ذلك الجهد الجبار الذي بذله في معارك الانتخابات، لا بد أنه أخذ استراحة طويلة، ربما يراجع خلالها نتائج المعركة الأخيرة أو يحصي اللايكات التي حصل عليها.
ولكن لنعترف بالواقع: الذباب الإلكتروني الجزائري فعل ما أراد وأكثر. نجح في اختراق الفضاء الرقمي المغربي، ولم يكتف بذلك، بل تمكن حتى من اختراق إعلامنا نفسه. لم يكن الإعلام المغربي حائط صدٍّ كما يُفترض أن يكون، بل اقتصر دوره في كثير من الأحيان على ترديد الاتهامات الجزائرية ضد المغرب، دون فحص أو تمحيص، وكأن بعض وسائل الإعلام كانت في غفوة هي الأخرى، تترك المجال مفتوحًا أمام حملات التشويه والتضليل.
وبينما كانت الجزائر تُوجه هجماتها الرقمية، كان ذبابنا الإلكتروني غائبًا، وكأن مهامه الوطنية تقتصر فقط على الدفاع عن الخبز في البرامج الانتخابية أو محاربة المنافسين السياسيين. أما حين كانت البلاد بحاجة إلى سد منيع ضد الأخبار المفبركة والتدخلات الخارجية، فإن ذبابنا الالكتروني أصابته عدوى ذبابة التسي تسي.
ولكن يبدو أن البعض لم يدرك بعد أن الدفاع عن الوطن في العصر الرقمي يتطلب جيوشًا من الحقائق والمعلومات الصحيحة، وليس فقط ذبابًا موسميًا يظهر وقت الانتخابات ويختفي بعدها.