في كل زقاق من مدننا، في كل شجرة من جبالنا، وفي عيون كل طفل يلعب على شاطئ البحر، ينبض الحلم المغربي. هو ليس خيالاً بعيداً ولا سراباً على الأفق، بل حقيقة تنبض في قلوب الناس البسطاء. الحلم المغربي هو حق كل فرد في حياة كريمة، في عدالة متساوية، في حرية يعانقها الأمل.
بينما يشد الحلم الأمريكي أو الأوروبي عقول الشباب نحو آفاق جديدة، حالمين بحياة مرفهة ومستقبل زاهر في أراضٍ بعيدة، هناك أيضًا حلم مغربي. هو حلم لا يحتاج للرحيل عبر البحار ولا للهروب إلى بلاد بعيدة. هو حلم مزروع في أرض الوطن، في رمال الصحراء وتلال الأطلس، في ثقافتنا وأصالتنا.
الحلم المغربي لا يتحقق بالكلمات فقط، بل بالعمل. ما نحتاج إليه هو الإيمان العميق بأن هذه الأرض شريفة، تحمل سرها في قلبها، سرًا من الإرادة والعطاء. علينا أن نزرع فيها الأمل، ونرويها بالجهد والعمل، لنرى ثمارنا تزهر على جبين المستقبل.
الحلم المغربي هو أن نبني هنا، أن ننجح هنا، أن نجد الأمل بين جدران بيوتنا ودفء عائلاتنا. هو في تلك الهمسات التي تتردد في أسواقنا، في أغانينا الشعبية، وفي حكايات الأجداد التي تروي كيف قاوموا وصمدوا. الحلم المغربي ليس فقط في البناء والمدن، بل هو في الإنسان الذي يحلم بغدٍ أفضل.
قد تُثقَل الطرق بالصعوبات، وقد تملأ التحديات سماءنا، لكن الحلم يبقى حاضرًا، يكبر في الصدور، ينتظر لحظة الانطلاق. الحلم المغربي، كما كان دائمًا، ليس مجرد وجود… بل هو إصرار على البقاء والنهوض.