لنتحدث بصراحة – من يحاول تضخيم واقعة الفنيدق؟

لنتحدث بصراحة – من يحاول تضخيم واقعة الفنيدق؟

- ‎فيشن طن, رأي, واجهة
الهجرة السرية
إكسبريس تيفي

نجيبة جلال

بينما يواجه المغرب تحديات متزايدة في مجال الهجرة غير النظامية بفضل موقعه الجغرافي الذي يجعله نقطة عبور رئيسية بين إفريقيا وأوروبا، إلا أن أعداد المهاجرين المغاربة أنفسهم تبقى متواضعة مقارنة بالبلدان الأخرى. في الوقت الذي يتم فيه تسجيل تدفقات هائلة للمهاجرين عبر المغرب، غالبية هؤلاء المهاجرين ليسوا مغاربة، بل من دول جنوب الصحراء الكبرى، وأحيانا من بلدان بعيدة مثل أفغانستان وسوريا.

المغرب ليس مصدرا رئيسيا للمهاجرين غير النظاميين نحو أوروبا، بل يشكل ممرًا حيويًا للمهاجرين من جنسيات مختلفة. هؤلاء المهاجرون، الذين غالبًا ما يأتون من دول إفريقيا جنوب الصحراء مثل مالي والسنغال وغينيا، يرون في المغرب نقطة عبور نحو إسبانيا وأوروبا عبر البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي. في عام 2023، كانت غالبية عمليات إحباط الهجرة السرية التي نفذتها السلطات المغربية تخص مهاجرين من هذه الجنسيات، وليس من المواطنين المغاربة​.

و على الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، فإن مستوى الهجرة غير النظامية بين المواطنين المغاربة أقل بكثير مقارنة بدول مثل المكسيك أو تركيا. يعود ذلك إلى عدة عوامل، منها استقرار المغرب مقارنة بدول المنشأ الأخرى، بالإضافة إلى السياسات المغربية الناجحة في تعزيز الأمن ومكافحة التهريب.
في المقابل، تشهد المكسيك تدفقات هائلة من المهاجرين باتجاه الولايات المتحدة، حيث تجاوز عدد المهاجرين الذين تم توقيفهم على الحدود الأمريكية المكسيكية 2.2 مليون شخص في عام 2023​ (Carnegie Peace). كما تعد تركيا محطة رئيسية للمهاجرين القادمين من الشرق الأوسط وآسيا، حيث حاول أكثر من 300,000 مهاجر العبور إلى اليونان وبلغاريا عبر تركيا في العام نفسه​(Carnegie Peace).
رغم تدفق المهاجرين عبر أراضيه، يظل المغرب ملتزمًا بحماية حدوده واحتواء أزمة الهجرة دون أن يصبح مصدّرًا كبيرًا للمهاجرين نحو أوروبا. تشير التقارير إلى أن معظم المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا عبر المغرب لا ينحدرون من المغرب نفسه، بل من بلدان إفريقية أخرى، وهو ما يعزز دور المغرب كـ “حارس بوابة” أوروبا، بدلا من كونه مصدرا رئيسيا للهجرة.

المغرب، رغم الضغوط التي يواجهها نتيجة موقعه الجغرافي، ينجح في الحد من هجرة مواطنيه نحو أوروبا مقارنة بالعديد من الدول الأخرى. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو التعامل مع التدفقات الكبيرة للمهاجرين من جنسيات متعددة الذين يستخدمون المغرب كنقطة عبور نحو حلمهم الأوروبي، مما يجعل منه شريكًا استراتيجيًا في الجهود العالمية لمكافحة الهجرة غير النظامية.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *