نجيبة جلال
إيران تجد نفسها في موقع دفاعي بعد سلسلة من الهزائم العسكرية التي مني بها وكلاؤها في المنطقة. حماس، التي تعتمد بشكل كبير على الدعم المالي والعسكري الإيراني، تعرضت لضربات قاسية أفقدتها جزءا كبيرا من قوتها. فرغم الدعم الإيراني المستمر، لم تتمكن حماس من مجاراة التفوق العسكري الإسرائيلي، وتم تدمير معظم كتائبها، كما أشار ديفيد فرانش في مقاله بـنيويورك تايمز. اليوم، حماس ليست سوى ظل لما كانت عليه من قبل.
أما حزب الله، الذي يعد من أقوى أذرع إيران العسكرية في المنطقة، فقد تكبد خسائر فادحة أيضا. الغارات الإسرائيلية التي استهدفت حسن نصر الله وقادة الحزب العسكريين ألقت بظلالها على التنظيم بأكمله. إسرائيل لم تكتفِ باغتيال نصر الله فقط، بل وجهت سلسلة من الضربات المدمرة التي أدت إلى تدمير آلاف الصواريخ ومقتل مئات من مقاتلي الحزب. ورغم أن حزب الله ما زال يحتفظ بقوة قتالية، إلا أن تأثير هذه الضربات قلّص من قدرته على تهديد أمن إسرائيل بشكل مباشر.
هذه الانتكاسات المتلاحقة لحماس وحزب الله لا تعني فقط خسائر عسكرية، بل تضعف اليد الإيرانية في المنطقة ككل. فقد كانت طهران تراهن على وكلائها للضغط على إسرائيل وتحقيق مكاسب إقليمية، لكن الواقع الحالي يوضح أن هذه الجماعات أصبحت أضعف مما كانت عليه، ما يهدد بقاء إيران كقوة مؤثرة في الصراع الإقليمي.
الهزائم المتتالية لحماس وحزب الله ليست مجرد أحداث عابرة، بل قد تكون مؤشرا على تحول جوهري في ميزان القوى بالمنطقة، حيث تخرج إيران ووكلاؤها من الصراع أضعف وأكثر عزلة.