ما الذي قد يحدث بين إيران وإسرائيل في الأيام المقبلة؟

ما الذي قد يحدث بين إيران وإسرائيل في الأيام المقبلة؟

- ‎فيشن طن, رأي, واجهة
0
اسرائيل ايران
إكسبريس تيفي

نجيبة جلال

مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، والتي بلغت ذروتها مؤخرا بإطلاق إيران لصواريخ باليستية نحو أهداف في إسرائيل، يقف الشرق الأوسط على حافة مرحلة جديدة من عدم الاستقرار. هذا الهجوم الإيراني، الذي جاء كرد فعل على اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله، يمكن أن يكون مقدمة لتصعيد عسكري واسع النطاق قد تتجاوز تبعاته الحدود الإسرائيلية والإيرانية.

إسرائيل، التي أظهرت في مناسبات عديدة استعدادها للرد على أي تهديدات مباشرة لأمنها، لن تتردد في مواصلة ضرباتها ضد الأهداف الإيرانية وحزب الله سواء في لبنان أو سوريا. السؤال المطروح هنا هو: إلى أي مدى يمكن أن يمتد هذا الصراع؟ وهل سيقتصر على الضربات المتبادلة، أم أنه قد يتطور إلى حرب شاملة تشمل جهات أخرى، مثل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق واليمن؟

التصعيد الحالي يضع المنطقة في وضع محفوف بالمخاطر. إيران، التي تستند إلى استراتيجيات طويلة المدى لتعزيز نفوذها الإقليمي، قد ترى في هذا الصراع فرصة لتعزيز موقفها ضد التحالفات الدولية التي تحاول احتوائها. من جانبها، قد تواجه إسرائيل تحديات جديدة مع احتمال نشوب صراع على عدة جبهات، وهو سيناريو قد يضعها في مواجهة حتمية مع وكلاء إيران في المنطقة مثل حزب الله وحماس.

أحد الجوانب المثيرة للقلق في هذا التصعيد هو تأثيره على باقي دول الشرق الأوسط. دول مثل لبنان وسوريا، اللتان تعانيان بالفعل من أزمات داخلية، قد تجد نفسيهما أكثر تورطًا في الصراع مما قد يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية والسياسية. وفي العراق واليمن، قد تنشط الميليشيات المدعومة من إيران في شن هجمات ضد المصالح الإسرائيلية أو حتى الأمريكية، مما سيزيد من توسيع دائرة العنف.

على المستوى الدولي، الولايات المتحدة قد تتدخل لتقديم دعم عسكري أكبر لإسرائيل، وهو ما قد يزيد من تعقيد العلاقات بين واشنطن وطهران. في المقابل، روسيا، التي تربطها علاقات جيدة مع إيران وحضور قوي في سوريا، قد تجد نفسها مضطرة للعب دور الوسيط للحفاظ على استقرار نسبي في المنطقة.

الأيام المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد مسار هذا الصراع. من الممكن أن نشهد تصعيدا عسكريا قد يؤدي إلى صدامات أكبر، أو على الأقل إلى حرب بالوكالة تشمل عددًا من الأطراف الإقليمية. في المقابل، قد تضغط القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا نحو تهدئة الأوضاع قبل أن يخرج الصراع عن السيطرة.

في الختام، يبقى الشرق الأوسط رهينة للتوترات القائمة بين إيران وإسرائيل. كل خطوة تصعيدية تحمل معها خطرا كبيرا على الاستقرار الإقليمي، وسيكون من الصعب تقدير حجم التداعيات إذا استمر الوضع في التدهور.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *