لطالما تساءلت عمّن يقف خلف محاولات التشهير بي، ومن يريد أن يشوّه اسمي وينسبه إلى أشخاص ومواقف لا علاقة لي بها. أنا التي انتقيت كلماتي بعناية، حتى في مواجهة أكثر النصابين وقاحة. لم أسمح لنفسي يومًا بالخوض في أساليب الإساءة والافتراء.
بحثت طويلًا عن السبب وراء هذه الهجمات. فمن المؤكد أن من يهاجمني لا يقصد شخصي البسيط؛ فلا أنا أملك رأس مال يشعل الحسد، ولا أنا على ارتباط بمصالح سياسية أو اقتصادية مع أي جهة. أسرتي متواضعة، بعيدة عن صراعات السياسة، ومتشبثة بقيمها الأصيلة. فما الذي يثير ضغينتكم نحوي؟
كل ما وجدت هو أن ما يزعجكم هو خطابي. خطابي الواضح، الصريح، الذي لا يعرف الالتواء. خطابي الذي خرج من قلب مغربي نابض بالحق، ولسان تعلم حروفه الأولى على يد أم صارمة، قاسية أحيانًا، لكنها علمتني الصواب من الخطأ. وعلى يد أب علّمنا أن نواجه قلة الحياء بشجاعة وبدون إسفاف.
أنا لست بحاجة لتطهير لساني، لأنه نقي منذ البداية. نشأ على اختيار الكلمات، وعلى الالتزام بالأخلاق والقيم. لكن أنتم، أنتم من تحتاجون إلى تطهير عقولكم وقلوبكم من الحقد والضغينة.
وعندما أطلب النصيحة، لا أطلبها من العابرين أو ضعاف النفوس. أطلبها من رجال الأخلاق، من فقهاء القانون، من أناس أثق بهم وبنقاء نواياهم. أناس تتقاطع أفكارهم مع رؤى عالم يسعى للسلام والاحترام المتبادل.
فإن كان خطابي هو مشكلتكم، فلتعلموا أنني لن أغيره. لأن الحق لا يتغير، ولأنني لن أسمح لكم بإخراجي من دائرة الوضوح والنزاهة.
انتهى كلامي. أما أنتم، فابدؤوا مراجعة أنفسكم.