بقلم : نجيبة جلال
في زمن تتقاطع فيه الحقائق مع الأكاذيب، تبرز أصوات صحفية وطنية تأخذ على عاتقها مهمة نبيلة تتمثل في مواجهة حملات إعلامية خبيثة تستهدف تشويه سمعة مؤسساتنا الوطنية. إن هذه الحملات، التي تُديرها عناصر من الداخل ومؤثرون يعيشون خارج حدود الوطن، تمثل تجسيدًا صارخًا لتنظيم إلكتروني معادٍ، يعمل كميليشيا رقمية تسعى بلا هوادة لترويج روايات زائفة ونسف صورة وطننا العزيز.
من بين هذه الحملات، تبرز قضية “بنت الكولونيل“، التي استهدفت مسؤولًا أمنيًا بارزًا، حيث تم تشويه صورته من خلال نشر معلومات مضللة تهدف إلى إضعاف ثقة المواطنين في مؤسسة الأمن. هذه الحملة لم تكن مجرد استهداف فرد، بل كانت محاولة مدروسة لتقويض الثقة العامة في الأمن الوطني، مما يهدد استقرار المجتمع.
كما لا يمكننا إغفال قضية القاضية التي تم استغلالها بشكل مقيت لتشويه سمعة مسؤول قضائي، حيث تم ترويج اتهامات لا أساس لها من الصحة، مستهدفةً بذلك مؤسسة القضاء برمتها. الهدف الحقيقي من وراء هذه الحملة كان واضحًا: إضعاف الثقة في العدالة وخلق حالة من الشك والريبة بين المواطنين والقضاء، مما ينعكس سلبًا على حقوقهم وحرياتهم.
ناهيك عن الهجمات المستمرة ضد أسمى رموز المملكة، حيث تُستخدم نفس القنوات الإعلامية لترويج أكاذيب واتهامات لا تستند إلى أي دليل، مما يعكس نية مبيتة لاستهداف الوطن بأسره. هذه الهجمات ليست مجرد اعتداءات على الأفراد، بل هي هجمات على القيم والمبادئ التي تقوم عليها دولتنا.
ما يثير القلق هو أن هؤلاء الذين ينفذون هذه الهجمات يظنون أنهم في مأمن من المساءلة، مما يضفي عليهم شعورًا زائفًا بالأمان. لكن الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له الصحفيون الوطنيون، والذي يصل إلى حد تقديم شكايات كيدية ضدهم، يُعد ناقوس خطر يُشير إلى أن معركتنا لم تنته بعد. نرى اليوم كيف يتعرض المحامي الوطني، الأستاذ عبد الفتاح زهراش، لهجمات شرسة، ليس فقط لأنه يتصدى لهذه الأصوات، بل لأنه يسلط الضوء على الحقائق في وجه الأكاذيب ونصب نفسه مدافعا عن الصحافيين الوطنيين الذين اختاروا خوض هذه المعركة.
لقد أبدع الأستاذ زهراش في جهوده لمواجهة أبرز الأسماء المعروفة في الهجمات الإلكترونية، مثل أمال بوسعادة وزكرياء المومني، مما جعله اليوم في مرمى نيران هذه الحملات الخبيثة. ومع ذلك، فإن هذه الهجمات لن تزيدنا إلا إصرارًا على قضيتنا العادلة، حيث أضعفناهم كثيرًا وأصبح من المستحيل عليهم الترويج لروايات كاذبة ضد مؤسساتنا الوطنية.
إن معركتنا مستمرة، ونحن عازمون على التصدي لكل من يعتقد أن المواطن المغربي فريسة سهلة لأساليب التشويه والتسفيه. سنظل في الصفوف الأمامية، نذود عن الحقيقة والعدالة، مؤكدين أن الصورة الحقوقية للمغرب لا يمكن أن تتأثر بروايات زائفة. فلنستمر في النضال، ولنحافظ على أصواتنا الوطنية، لأن الوطن يستحق منا كل جهد وولاء. سنكون درعًا أمام كل محاولات النيل من كرامتنا ومؤسساتنا، وسنقف سويًا في وجه هذا الطوفان من الأكاذيب، مدافعين عن الحق والحقيقة.