لا يفتأ هشام جيراندو، هذا النصاب الذي احترف التشويش، أن يعود كل مرة بمحاولات بائسة للتشكيك في مؤسسات الوطن. من الواضح أن الرجل يعيش حالة من الانتكاسة والإفلاس الفكري، بعد أن وعد علنًا بفضح مصالح الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، لكنه لم يجد سوى الفراغ، فلجأ إلى نبش فيديوهات قديمة أو اختلاق استنباطات مغلوطة، كما فعل مؤخرًا بمحاولة النيل من المنحة المالية الاستثنائية لموظفي الأمن الوطني.
جيراندو، مثل الغراب الأسود الذي أراد تقليد الحمامة، فقد الاثنين: اتزانه وهويته. قبل أسبوع، كان يهاجم بناء مقر أمني جديد ويدعي أن هذه الأموال كان الأجدر أن تُصرف لتحسين ظروف عمل الشرطة، لكنه اليوم يسعى للتشكيك في المنحة السنوية، محاولًا زرع الفتنة بخطاب مبطن يربطها بسياقات سياسية خارجية.
الحقيقة أن هذه المنحة، التي تصرف منذ أكثر من تسع سنوات، هي جزء من تقليد سنوي للتحفيز والتشجيع، يتم وفق رؤية شفافة ومنضبطة بقيادة المدير العام للأمن الوطني، السيد عبد اللطيف حموشي. المنحة تصرف بانتظام في شهر دجنبر من كل عام، وتمثل تجسيدًا لمنظومة خدمات اجتماعية متكاملة تشمل دعمًا إضافيًا للأرامل والمتقاعدين في مناسبات دينية، ما يؤكد أن الهدف منها هو تحسين ظروف العاملين في جهاز الأمن ودعمهم معنويًا وماديًا.
جيراندو، الذي يحترف التضليل، حاول عبثًا تصوير هذه المنحة وكأنها استجابة لسياقات ظرفية، متناسيًا أن المديرية العامة للأمن الوطني تعتمد على تدبير مالي محكم يتيح تحسين ظروف العمل دون الإخلال بالمشاريع الكبرى. هذه الحقائق تدحض كل مزاعمه وتكشف أن مشروعه الحقيقي هو زرع الشك والفتنة في علاقة المواطنين بمؤسسات الدولة.
لكن جيراندو لا يدرك أن المغرب، بقيادته ومؤسساته، أكبر من حملات التشويش التي يديرها هواة التحريض. هذا الوطن ماضٍ في طريقه، وأجهزته الأمنية تواصل عملها بتفانٍ وإخلاص، بعيدًا عن ضجيج الغربان السوداء التي لا تُجيد سوى النعيق.
هشام جيراندو ليس سوى مثال للغراب الذي فقد هويته، يحاول يائسًا النيل من رموز الوطن ومؤسساته، لكنه لا ينجح سوى في تعرية نفسه وكشف خواء منطقه. هاهو وطني شامخًا، وهاهو جيراندو غارقًا في كراهيته لكل ما يمثله المغرب.