بقلم نجيبة جلال
منذ أن اعتلى الملك محمد السادس عرش المملكة، شهد المغرب مرحلة استثنائية من الإصلاحات الجذرية والتحولات الاستراتيجية التي رسخت مكانته كقوة إقليمية ودولية. هذه الحقبة التاريخية، التي يمكن وصفها بـ”مرحلة التمكين”، أضحت هدفًا لهجوم إعلامي خطير ومنظم، تقوده أصوات مكشوفة الهوى، لا تخطئها العين، احترفت شيطنة هذه المرحلة واستهداف رموزها وأركانها بتواطؤ لا لبس فيه.
أسماء مثل علي لمرابط، حميد المهداوي، سليمان الريسوني، توفيق بوعشرين، عزيز غالي، والمعطي منجيب، تمثل الواجهة المظلمة لهذه الحرب. تحولوا إلى أدوات طيعة لخدمة أجندات خبيثة، تسعى لتقويض إنجازات عهد محمد السادس وتشويه الحقائق. هؤلاء الذين يدّعون النضال والحرية، ما هم إلا بيادق تسخرهم جهات تسعى إلى إضعاف الثقة في مشروع الإصلاح الوطني، عبر حملات تشويه ممنهجة تستهدف كل من وثق فيهم الملك لخدمة الوطن.
“شيطنة المرحلة” ليست مجرد زوبعة إعلامية عابرة؛ إنها استراتيجية متقنة تهدف إلى تشويه حقبة تاريخية حاسمة جعلت من المغرب نموذجًا للاستقرار والتنمية. الأخطر من ذلك أن هذا الاستهداف يأتي من الداخل، من أصوات كان يُفترض أنها جزء من نسيج الأمة، لكنها اختارت الاصطفاف مع دعاة الفوضى والتشكيك.
حين تحدث المهدي بنسعيد عن إصلاح الإعلام كأداة لتأطير الرأي العام ومواكبة القضايا الوطنية، كان الهدف بناء درع إعلامي يحمي مكتسبات المملكة ويرد على أعداءها. لكن اليوم، نتساءل بمرارة: كيف يُترك المجال مفتوحًا لأصوات مأجورة مثل الراضي الليلي، الذي يستغل ضعف المواجهة الإعلامية لنشر أكاذيبه السامة عن انقسامات وهمية في الدولة؟ كيف يُسمح لمثل هذا الجاهل، الذي لا يفقه أبسط قواعد السياسة أو الإعلام، أن يتحول إلى منبر للفوضى والتشويش؟
الأدهى أن هذا الفراغ الإعلامي كشف عن غياب شبه تام للجرائد الكبرى والمواقع المرموقة، التي كان يُنتظر منها أن تكون الحصن المنيع في وجه هذه الهجمات. بدلاً من التصدي القوي والمنهجي، اكتفت بعض المؤسسات الإعلامية بحضور باهت وخجول، تاركة الساحة مفتوحة أمام دعاة الفتنة والمشككين في شرعية الدولة.
إن استهداف “مرحلة التمكين” ليس استهدافًا لإنجازات عهد محمد السادس فحسب، بل هو ضرب في عمق شرعية الدولة ومكتسباتها التاريخية. هذه الحرب الإعلامية الشرسة لا يمكن مواجهتها إلا بتعبئة شاملة تبدأ من إعلام وطني قوي وشجاع، قادر على فضح الأكاذيب، وكشف خيوط المؤامرة، والرد بحزم على أعداء الوطن.
الراضي الليلي وأمثاله ما كانوا ليجرؤوا على التمادي لو واجهوا إعلامًا مؤطرًا ومدربًا، يعري أكاذيبهم، ويضع حداً لخطابهم التضليلي. إن المعركة الإعلامية اليوم ليست مجرد قضية مهنية، بل هي معركة وجودية للحفاظ على استقرار الوطن وتعزيز مكتسباته.
التاريخ لن يرحم المتخاذلين أو المترددين. “شيطنة المرحلة” هي واحدة من أخطر المعارك التي تواجهها المملكة، لكنها ستكون أيضًا شاهدًا على قدرة المغرب على التصدي للمؤامرات ومواصلة البناء بقيادة ملك كرّس حياته لرفعة هذا الوطن.