بقلم نجيبة جلال
في زمن تتكاثر فيه الحملات المغرضة والاستهداف الممنهج للمؤسسات الوطنية ورموزها، تعرض السيد إبراهيم أبوزيد، عامل إقليم سطات، لهجوم شرس يكشف عن نوايا خبيثة تتجاوز حدود النقد البناء لتصل إلى استغلال سياسوي وانتخابوي مقيت. الحديث الذي جمعه بالمدير الإقليمي للتربية الوطنية لم يكن سوى تعبير عن حرصه على الصالح العام وضمان تنفيذ مشاريع تنموية موقعة منذ سنوات، تمس حاجيات أساسية لساكنة الإقليم، كالملاعب الرياضية وتأهيل المرافق العامة، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية.
هذه الحملة التي استهدفت عامل الإقليم ليست سوى امتداد لمخططات تشويه ممنهجة تقودها أطراف سياسية فاسدة، تتخفى خلف منصات إلكترونية متخصصة في التشهير والتلاعب بالرأي العام. هؤلاء، عوض أن ينشغلوا بخدمة الوطن، يحاولون تحقيق مكاسب انتخابية على حساب المصلحة العامة، في استباق فاضح للانتخابات القادمة. ما يحدث هو تجسيد صارخ للتهاون في احترام المؤسسات والعبث بمصداقية المشاريع التنموية التي تمثل جوهر ثقة المواطن في الدولة.
إن حديث السيد العامل كان في لقاء مفتوح، بكل وضوح وشفافية، عن اتفاقية تعود لسنة 2014 تم تحيينها سنة 2019، تهم إنجاز وتأهيل مرافق رياضية بتمويل من مديرية الجماعات المحلية بوزارة الداخلية. دوره، الذي يستمد شرعيته من كونه ممثل الوزارة، هو التأكد من احترام الجدول الزمني المتفق عليه وتوفير الموارد اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع، أو تحمل المسؤولية في حال الفشل، لتجنب مغالطة المواطن وإهدار المال العام.
ما يثير الاشمئزاز أن هناك من يسعى إلى إجهاض مثل هذه الجهود النبيلة عبر التشكيك في نزاهة المسؤولين الشرفاء الذين يعملون وفق رؤية ملكية واضحة، تلزم الجميع بالعمل بجدية وشفافية خدمة للوطن والمواطن. جلالة الملك محمد السادس، في أحد خطاباته السامية، أكد بوضوح أن تدبير شؤون المواطنين أمانة جسيمة لا تقبل التهاون ولا التأخير، ودعا إلى إنهاء ثقافة التسيب والمصالح الضيقة التي تعرقل عجلة التنمية.
المواطن المغربي، الذي يعاني من مخلفات العبث السياسي وضعف بعض المنتخبين، في أمس الحاجة اليوم إلى مسؤولين بحزم إبراهيم أبوزيد، الذين يضعون المصلحة العامة فوق كل اعتبار، دون خوف من حملات التشهير التي يشنها الفاسدون والمتواطئون.
إن استمرار بعض الجهات في استهداف رموز الدولة والمؤسسات عبر التشويه لن يثنينا عن دعم هؤلاء المسؤولين المخلصين الذين يحملون على عاتقهم أمانة خدمة الوطن. نحن بحاجة إلى رجال ونساء في مستوى المسؤولية التي يوكلها إليهم جلالة الملك، قادرين على التصدي للفساد والمماطلة بكل حزم وشجاعة.
كلنا إبراهيم أبوزيد، وكلنا مع مغرب يحترم هيبة مؤسساته ويضع المواطن في صلب اهتماماته، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية.