نجيبة جلال
يوسف حسين، الملقب ب”الارجوزة” ليس مجرد إعلامي، بل نموذج واضح للإعلام الموجه الذي يخدم أجندات تيارات متطرفة. منذ هروبه من مصر، استقر في تركيا، حيث أصبح جزءاً من الجناح الإعلامي لجماعة الإخوان، يعمل في قناة ممولة من قطر، ويستخدم منصته لنشر خطاب تحريضي ضد الأنظمة العربية. برنامجه، الذي يتستر خلف السخرية السياسية، مجرد أداة لتشويه الحقائق، تضليل الجمهور، وترويج السرديات التي تخدم الجهات التي تموله.
مواقفه العدائية تجاه المغرب تكشف طبيعة مشروعه الإعلامي. تعمد عرض خريطة المغرب مبتورة، متجاهلاً وحدته الترابية، كما سبق أن روج لمعلومات كاذبة عن البلاد خدمة لأجندات معادية. هذا النهج ليس عفوياً، بل يأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف لضرب استقرار الدول، وتأليب شعوبها ضد أنظمتها عبر حملات تضليلية ممنهجة.
برنامجه ليس إلا امتداداً لسياسات ممولة تستهدف الحكومات العربية، مستغلاً القضايا الحساسة لإثارة الفوضى. في الوقت الذي تدعو فيه المؤسسات الإعلامية إلى المهنية والمصداقية، يصر حسين على تقديم محتوى تحريضي، يعتمد على التضخيم والتشويه والتلاعب بالمشاعر، في محاولة مكشوفة لتجييش الرأي العام.
يبقى السؤال: إلى متى سيظل بعض الإعلاميين أدوات لتنفيذ أجندات خارجية؟ وما مدى تأثير هذا النوع من الإعلام على وعي الجماهير؟ مواجهة التضليل تبدأ بالوعي، والتمييز بين النقد الموضوعي والخطاب الموجه، حتى لا يكون المشاهد مجرد ضحية في حرب إعلامية تحركها المصالح.