إكسبريس تيفي /
بعد توقف اضطراري على إثر تداعيات جائحة كورونا وتبعاتها الطارئة ، تعتزم “جمعية فنون ومهن” تنظيم الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي لفيلم الطالب ما بين 12 و15 دجنبر 2023 بعدد من الفضاءات الثقافية والسينمائية النموذجية بالدار البيضاء ، وذلك تكريما لروح الفنان المبدع عزيز الفاضلي.
حسب شهادة كل المشاركين والمهتمين، يعتبر هذ المهرجان الطلابي المقام هذه الدورة تحت شعار “الحرية” حدثا إبداعيا نوعيا وفريدا على المستويين العربي والقاري. فهو يهدف إلى المساهمة في تنمية الأفلام المعدة من لدن طلبة مدارس السينما (الفيلم الوثائقي ،الفيلم الروائي ،الفيلم التجريبي ، فيلم التحريك ،كليب فيديو )، وذلك انسجاما مع روح الانفتاح والتلاقي والتبادل التي تشكل الدعامة الأساسية لكل ثقافة كونية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث الفني، الذي أصبح يشكل منارة فنية في رحاب الدار البيضاء، كما توضح السيدة وفاء بورقادي، رئيسة جمعية ” فنون ومهن ” ورئيسة المهرجان الدولي لفيلم الطالب، يعتبر أرضية عامة تقدم أحدث ما أنتج في ميدان السمعي البصري، وهو موعد سنوي يتيح الفرصة الملائمة للتعريف بإنتاجات المواهب الشابة، استجابة للانشغال بالانفتاح على كل التجارب الفيلمية من داخل المغرب وخارجه (أشرطة وثائقية، أفلام تخييلية، أشرطة تحريكية وأفلام تجريبية)،حيث على الطلبة الراغبين في المشاركة إيداع ترشيحاتهم قبل 20 شتنبر المقبل.
تتسم هذه التظاهرة السينمائية، الأولى من نوعها في المغرب، بعرض أشرطة من اعداد وإنجاز الطلبة من داخل المغرب وخارجه، وكذلك بأنشطة موازية ( محترفات، عروض، موائد مستديرة، توقيع إصدارات، تتويجات…).فقد ساهمت في اكتشاف مجموعة من الإنتاجات السينمائية التي أنجزها مخرجون شباب يحملون رؤية ومقاربة أصيلتين للسينما في تنوعها. منذ الدورة الأولى، تحولت هذه التظاهرة الإبداعية إلى حدث لا محيد عنه في الحياة البيداغوجية للطلبة. فبعد الرقم القياسي المحقق على مستوى الاقبال التفاعلي على فعالياتها الفنية والمعرفية (قرابة 5000 متفرج)، يتطلع المنظمون، برسم هذه السنة الجارية ،إلى متابعة مكثفة من المهتمين بمستجدات سينما الطالب، حيث خصت الجمعية المنظمة عددا من الجوائز التكريمية والتحفيزية، وبرمجت مسابقة في فيلم الموبايل مع تنظيم ماستركلاسات بمختلف الثانويات والإعداديات.
يؤكد حسن نرايس (ناقد السينمائي ومدير المهرجان الدولي لفيلم الطالب) بأن «المهرجان الدولي لفيلم الطالب، الذي يحتفى هذه السنة بذكرى ميلاده الثانية عشرة ، قد حقق هدفه الرئيس المتمثل في تعريف الجمهور العريض، المغربي وغير المغربي، بالانطلاقة المدهشة لسينما الطالب ومن خلالها ثراء وعمق هذه الحساسية الجديدة التي تعيش أوج تحولها”.
بذلك يرسخ المهرجان الدولي لفيلم الطالب تقليده السنوي المتمثل في تكريم البحث الفيلمي باعتباره قاعدة عامة لسينما الطالب بمختلف مشاربها عبر اللقاءات غير المسبوقة مع الفاعلين في مجال التكوين السينمائي المغاربة والأجانب ومن خلال مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تمد جسور التواصل والحوار بين الثقافات عبر اللغة السينمائية، وجعل المخرجين الشباب يسعون باستمرار لتعميق معارفهم الفنية ، وتجويد مداركهم الإبداعية ، كما صرح لنا الدكتور عبد الله الشيخ (ناقد فني ومدير تظاهرة المهرجان الدولي لفيلم الطالب).
ارتأت هذه الدورة الاحتفاء بمسار الفنان المغربي عزيز الفاضلي الذي يعتبر واحدا من أبرز المبدعين المغاربة الذين ارتبط اسمهم بذاكرة التلفزيون والسينما والمسرح المغربي، إذ سيحتفظ له السجل الفني بأعمال كثيرة ستبقى خالدة في أذهان كل المغاربة، أشهرها شخصية “بئيس الديس” التي أبدع الراحل في تشخيصها. من بين الأعمال الفنية التي شارك فيها الراحل ولقيت نجاحا كبيرا سلسلة “لابريكاد”، و”شيب وشياب”، وفيلم “البركة في راسك” الذي أخرجه نجله عادل الفاضلي سنة 2019.