✍️..صدى الكلمات محاكمة الروح الفانية..!!

✍️..صدى الكلمات محاكمة الروح الفانية..!!

- ‎فيثقافة وفن, واجهة
IMG 20230710 WA00711
إكسبريس تيفي

 

إكسبريس تيفي /

✍️..صدى الكلمات
محاكمة الروح الفانية..!!
يهديها لكم..
صديقكم خالد بركات..

يقول المؤمن : لو لم يكن الله حقاً لما ٱمنت به وعبدته، ولو لم يكن محبّة لما أحببته..

محاكمة علنية لروح فانية، قصة رائعة مقتبسة..

في جلسة محاكمة علنية لروح أحد المتوفين
قبل ان تلتحم نفسه بجسده مرة أخرى ليعيش
السعادة والخلود في العالم الأبدي الجديد..

بدأت المحاكمة، وسأل قاضي محكمة الأرواح :
أيتها الروح هل كذبتِ..؟؟
قالت : نعم كذبت على شريكي في الحياة، مراراً
وتكراراً في مدح الجمال وجودة الطهو..
– هل عذّبتِ يوماً حيوانًا..؟؟
كلا.. عدا العصفور الذي أعجبني صوته فحبسته لمدة يومين في القفص، ثم أطلقت سراحه..
-هل أسلت مرة دماء حيوان دون ذنب..؟؟
نعم..كثيراً يا حضرة القاضي، حين كنت أقدّمه قرباناً للإله
كي أطعم الفقراء..
– هل كنتَ يوماً سبباً في دموع إنسان..؟؟
نعم..أبكيت أمي حين مرضتُ بين يديها..
– هل لوّثت مياه النهر..؟؟
نعم.. حين سبحت فيه مرة وأنا في وقت عملي..
– هل قتلتَ نباتاً أو زهوراً..؟؟
نعم..حين كنت أقتلع زهرة لحبيبتي..
– هل سرقت يوماً ما ليس لك..؟؟
نعم.. سرقت قلوب وحب ومحبة جيراني ومعارفي وأصدقائي من غير ملّتي وديانتي..
– هل تعاليت على غيرك بسبب علوّ منصبك..؟؟
لا..كنت أرى نفسي أضعف خلق الله أمام عظمته

– هل ارتفع صوتُك أثناء حوار..؟؟
لا..لإنني لم أكن أحاور سوى ربي باكياً هامساً..
– هل خاض لسانك في شهادة زور..؟؟
نعم.. قلتُ زوراً مرة حين سترت على جارٍ لي
لإنقاذه وطلبت السماح من الله..
– هل قبلتَ أو طلبت يوماً رشوة..؟؟
نعم..كثيراً جداً، حين كنت أطلب من طفلتي تطبع قبلات على وجهي لتلبية طلباتها..
– وماذا فعلتِ عملاً صالحاً أيضاً..؟؟
كثيراً. كنتُ مرة عينًَا لأعمى، وأخرى يداً لمشلول
ساقًا لكسيح، أباً ليتيم، قلبي نقيّ، يداي طاهرتان
غنيت وضحكت وقهقهت ورقصت وعزفت على الناي في فرح جار لي من غير الأوغاريتيين..

مبروك أيتها الروح.. لقد نجحتِ بالمرحلة الأهم..
قالها القاضي بكل هدوء، وهو يقفل المحضر تحت نظرات الاستغراب من الروح..
قالت الروح : يا حضرة القاضي ألن تسألني عن
إيماني، عبادتي وعن صلاتي، وصيامي..؟؟!!
ـ لا أيتها الروح الطاهرة.. تلك قضية لا سلطة لأحد عليها، تلك يحددها يحددها الله وحده..

مقطع من نص أوغاريتي كُتب منذ من سبعة آلاف سنة، ومحفوظ بمتحف اللوفر في باريس..

‏سلام على أرواح خلقت مسالمة، لا وقت عندها للعداوة والبغضاء ولا حيز لديها لكراهية وشحناء
منشغلة بشؤونها، وحياتها وأهدافها الإنسانية..
إن لم تبد المحبة فلا تبطن الكره والعداوة..
وإن لم تقدم الخير، فلا تبذل الشر واضحة نقية
تبعث طمأنينة وسلام أينما حلت، ولمن حولها..

اللهُم..إجعل أيامًنا خير وبُشرىٰ ومحبة وتسامح..
رسالة من رسائل.. إهداء من عبدالله لعبدالله..

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *