متابعة
احتضن مقر مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، اليوم امس الخميس ، حفل توقيع وتقديم إصدارات حول فن العيطة ، وذلك على هامش فعاليات الدورة الأولى لمهرجان العيطة المرساوية الذي يحط رحاله ما بين 25 و27 يوليوز الجاري بالعاصمة الاقتصادية، بعد محطتي الوليدية وسطات.
وهكذا تم توقيع إصدار “غناء العيطة .. الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية في المغرب” للأديب والباحث حسن نجمي، الذي عمل من خلال هذا الكتاب البحثي على إعادة التفكير في غناء العيطة، باعتباره نمطا غنائيا يمتلك من الخصائص والمميزات ما يجعله في مقدمة الأنماط الغنائية الشعبية التي تطبع الثقافة المغربية.
ويسلط هذا الإصدار، الذي يتضمن العديد من المراجع والكتب التاريخية والتراث الشعبي والموسيقي، الضوء على ضرورة إعادة الاعتبار إلى فن العيطة وتقديره في الخطابات والقرارات، وكذا صيانة هذا الموروث التراثي وتوثيقه.
وفي هذا الصدد ، أكد نجمي أن هذا المؤلف يقدم تاريخ ونسق العيطة المغربية كنوع موسيقي مغربي تقليدي تعود جذوره التاريخية إلى القرن الثامن عشر الميلادي ، من خلال الأنماط التسعة التي تشكل غناء العيطة ومنها العيطة الجبلية الغرباوية والزعرية والملالية والحوزية والفيلالية والشيظمية والعبدية والمرساوية .
وأضاف أن هذه الأنماط متضمنة في هذا الكتاب سواء من الناحية الشعرية أو الموسيقية أومن ناحية الأداء ، مشيرا إلى أن الكتاب يتضمن ، أساسا، تاريخ فن العيطة وتطوره التاريخي ، وكذا رواده الذين يواصلون الحفاظ على هذا التعبير الموسيقي العريق، وكذا ثراء هذا الفن الأصيل وقيمته الثقافية والحضارية والجمالية .
وتم بهذه المناسبة أيضا، تقديم إصدار “شيخات وشيوخ العيطة .. أنطولوجيا ” للباحث إبراهيم لمزند، و الذي يتضمن كتابين بالعربية والفرنسية وأقراصا مدمجة لتسع وعشرين مجموعة فنية من مختلف مناطق المملكة المغربية.
ويضم هذا الإصدار التوثيقي ضمن طياته تراثا لا ماديا لأزيد من 200 من فناني العيطة أسهموا جميعا في ميلاد كنز فني يبلغ 69 مقطوعة فنية جميلة، سيغني لا محالة أرشيف فن العيطة باعتباره تراثا شعبيا رافق المغاربة طوال عقود من الزمن ولا يزال مستمرا.
كما تم تقديم مؤلف “أصوات العيطة : المرأة ، الثقافة والممارسات التقليدية في المغرب” للباحثة الإيطالية أليساندرا تشوتشي بترجمة نور الدين الزويتني، والذي يشمل ست دراسات علمية، من بينها المرأة والموسيقى، واحتراف النساء للغناء في المغرب، وتحرير العيطة من خطاب الاستشراق، والبادية في العيطة الحصباوية، وأداء أغنية العلوة: مسار المقدس والشهواني في المغرب، إضافة إلى ضمه ألبوما توثيقيا.
وتكمن أهمية الكتاب ، الذي يسعى إلى الإسهام في إعادة الاعتبار لفن لعيطة ، في تناوله للممارسات الموسيقية للمرأة بالمغرب، وذلك في سياق يتسم بإقرار البحث العلمي بمركزية مسألة النوع الاجتماعي.
وفي قراءة لهذه الاصدارات، سلط عدد من النقاد والباحثين الضوء على بعض الحقائق والوقائع التاريخية التي صنعت لحظات بزوغ فن العيطة ، وكذا مراحل تطور هذا اللون الغنائي الشعبي ، مؤكدين على أهمية صيانة هذا الفن و توثيق متونه الشعرية باعتبارها تراثا موسيقيا له تاريخ عريق ومرتبط بأحداث ووقائع تاريخية.