متابعة
يحمل معرض “نسيج الهوية.. أزياء تقليدية من المغرب ورومانيا”، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 15 دجنبر المقبل بالمتحف الوطني للحلي بالرباط، دعوة لاستكشاف الروابط بين الأزياء التقليدية المغربية والرومانية.
ويسعى هذا المعرض، الذي تنظمه المؤسسة الوطنية للمتاحف وسفارة رومانيا بالمغرب ومتحف قرية ديميتري جوستي في بوخارست، إلى الانغماس الكامل في التراث الثقافي والملبسي الغني للبلدين، اللذين يشتركان في شغفهما بالزينة والحفاظ على الحرف التقليدية العريقة.
كما يكشف عن أوجه الشبه والتأثيرات المتبادلة بين الأزياء في كلا البلدين، من خلال مجموعة مختارة من التطريزات والملابس والمجوهرات، حيث تتناغم القمصان الرومانية المزخرفة بشكل غني مع الأزياء المغربية، كاشفة عن أزياء وإلهامات مشتركة.
وفي كلمة بالمناسبة، قالت سفيرة رومانيا بالرباط، ماريا سيوبانو، إن هذا المعرض “شهادة صريحة على رغبتنا المشتركة في تعزيز المعرفة المتبادلة بين شعبينا وتأكيد أواصر الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين منذ أكثر من 60 سنة”، مبرزة أن الصداقة المغربية-الرومانية تقوم على “الثقة والاحترام المتبادل”.
وأضافت أن الأزياء المختارة لهذه المناسبة رموز تجسد الثقافة التقليدية لكلا البلدين، التي استمرت عبر الأجيال بأشكال متنوعة، مشيرة إلى أن الملابس الرومانية، مثلها مثل نظيرتها المغربية، تعد رموزا تنبض بالتنوع الفريد.
من جهته، قال رئيس قسم المتاحف بالمؤسسة الوطنية للمتاحف، عبد العزيز الإدريسي، إن المعرض يضم أكثر من مائة قطعة وأزياء تقليدية من مناطق مختلفة من المغرب ورومانيا، تعكس التاريخ والجغرافيا البشرية للبلدين، كما تبرز خصوصيات المنطقة المتوسطية.
وأضاف أنه ستتاح للجمهور فرصة لاستكشاف مسار الإمكانات الإبداعية الكاملة لهذا التراث الحي، التي تشهد على الماضي وتعد مصدر إلهام للموضة الراقية المعاصرة.
من جانبها، أبرزت مديرة متحف قرية ديمتري غوستي ببوخارست، باولا بوبويو، أن هذا المعرض، الذي يضم أكثر من مائة قطعة من التراث الروماني، يعد نوعا من الحوار بين التراث الثقافي المغربي والروماني، مضيفة أن المعروضات تمثل مناطق مختلفة من البلدين.
ولفتت إلى أوجه التشابه بين الملابس والمجوهرات التقليدية في البلدين، مضيفة أن “هذا المعرض يشكل أيضا جسرا ثقافيا بين البلدين الصديقين”.
بدورها، أكدت محافظة المتحف الوطني للحلي فاطمة الزهراء خليفي، أن “هذا المعرض، الذي يندرج في إطار تعزيز روابط الصداقة والتعاون الثقافي بين المتاحف المغربية والرومانية، يسعى إلى أن يكون نموذجا عمليا لكيفية مساهمة الثقافة في تقريب الشعوب والاحتفاء بالتنوع الثقافي”.
وأشارت إلى أنه “يسلط الضوء أيضا على التقارب والاختلاف بين البلدين من خلال الأزياء التي تمثل رموز الأجداد والزخارف التي استمرت على مر السنين”، مسجلة أن المعروضات تشكل جسرا ثقافيا “يسهل علينا التفاهم والتقدير والاحترام للتراث الثقافي لكلا البلدين”.
ويشكل هذا المعرض دعوة للاحتفاء بغنى وتنوع التراث الثقافي لهذين البلدين، والتوعية بأهمية الحفاظ على هذه الثروات ونقلها إلى الأجيال القادمة.