متابعة
تستعد القاعات السينمائية المغربية لتعزيز برمجتها بشريط سينمائي جديد يحمل عنوان “بياض”، تدور أحداثه على مدار ثلاثين دقيقة ويؤدي بطولته الفنان عبد الإله عاجل، إلى جانب كل من نعيمة إلياس، وكريمة أولحوس، وماجدة الظريف، وهو من سيناريو خالد الضيف، وإنتاج كريمة أولحوس.
يتناول شريط “بياض” قصة رجل متقاعد يدعى “عمر” وهو مريض بالزهايمر، يخلط بين شابة تدعى “حنان” توقفت سيارتها بشكل مفاجئ قرب منزله، وابنته المفقودة، ما يؤدي إلى تشكل علاقة خاصة بينهما بسبب اشتياقه لفلذة كبده ورغبة الشابة في الشعور بحنان الأب الذي حرمت منه، لكن كل ذلك يهدده خطر النسيان الذي يعاني منه، ويثبت أن المشاعر تبقى قائمة رغم تأثر الذكريات بالمرض.
في هذا الصدد، قال السيناريست المغربي خالد الضيف، كاتب العمل، إن فكرة شريط “بياض” كانت بسيطة في الأول، إذ اختار موضوع “الزهايمر” لكن ركز أكثر على طريقة سرده للسيناريو، مضيفا أن هناك مجموعة من الأفلام التي تطرقت للموضوع سابقا لكنها سلطت الضوء على معاناة عائلة المريض والمحيطين به.
وتابع الضيف، في تصريح لهسبريس، أنه كان حريصا على اختيار أسلوب السرد في الفيلم وتقديم مشاهد متداخلة ومركبة بطريقة تعطي الجمهور قليلا من الارتباك في تقبل المعلومة، مبرزا أن المقصود من ذلك كان هو “رؤية الفيلم من نظرة المصاب قبل اكتشاف الحقيقة مع توالي أحداث العمل لأن البطل كان يعطي أسماء شخصيات ودورهم في الحياة عكس الواقع”.
من جهته، قال محمد أمين الأحمر، مخرج “بياض”، في تصريح لهسبريس، إن هذا الفيلم يعد ثالث تجربة سينمائية في مساره، حاول من خلالها الخروج من نمطية الأفلام الكوميدية التي قدمها سواء على مستوى التلفزيون أو السينما فرغب في تحدي نفسه والخروج من منطقة راحته بتقديم هذا الفيلم.
وأضاف أن رؤيته الإخراجية كانت محاولة وضع المشاهد في مكان المريض بالزهايمر ومن وجهة نظر هذا الأخير، وهو ما جعله يعتمد على مجموعة من التقنيات ويشتغل على الفيلم بطريقة “الفلاش باك” مع التركيز على أن الظهور الأول للشخصيات في المشاهد لم يكن مباشرة.
وأبرز المتحدث أمين الأحمر أن الفيلم عبارة عن قطع أحجية ترك للمشاهد أن يجمعها ويفهمها ليعيش تجربة المريض بالزهايمر.