متابعة
نظم فريق عمل مهرجان الكتاب الإفريقي، صباح يوم الخميس 9 يناير 2025 ندوة صحفية من أجل تقديم برنامج الدورة الرابعة من مهرجان الكتاب الإفريقي بين الفترة الممتدة من 30 يناير إلى 2 فبراير 2025 بمدينة مراكش.
نجح مهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش أنْ يحجز له مكانة كبيرة داخل المهرجانات الثقافية التي بدت في السنوات الأخيرة وكأنّها تنسحب إلى الوراء، مُفسحة المجال لتظاهرات فنية ذات صلة بالموسيقى والغناء والسينما. وإذا كانت إدارة المهرجان تحرص على أنْ تكون الثقافة حاضرة في المشهد المغربي، فذلك يعود بشكل أساس إلى القيمة التي غدت تلعبها الثقافة في الزمن المعاصر، باعتبارها قاطرة صوب التنمية وأداة لخدمة الحياة الاقتصادية في المغرب.
يعتبر مهرجان الكتاب الإفريقي، شكلاً من أشكال الدبلوماسية الموازية التي ترى في الثقافة والفنّ عنصرين أساسيين لفهم العلاقات الدولية. بحيث أن الثقافة تلعب دوراً أساسياً في تقريب العلاقات الدولية، إذْ تساهم في تقديم رؤيةٍ حقيقية حول تاريخ البلدين وأهم المراحل الدبلوماسية التي قطعتها هذه العلاقة. تبرز قيمة هذا المهرجان في كونه يدخل ضمن فسيفساء الثقافة الإفريقية، فهو مهرجان يعطي قيمة كبيرة للكتاب الإفريقي ويُتيح له إمكانات مذهلة على مستوى الانتشار. سيما وأنّ الكتاب الإفريقي غير متوفّر بقوّة مقارنة بمؤلفات فرنكوفونية أخرى. لذلك فإنّ المهرجان يلعب بطريقة غير مباشرة دوراً في تجسير العلاقة بين الجمهور المغربي والثقافة الإفريقية ويعطي إمكانية تداول الكتاب الإفريقي والتعرّف على الكتاب الذين يكتبون بالفرنسية، مما يُساهم في إغناء الثقافة المغربية نفسها وجعلها ثقافة تعيش نوعاً من التعدّد على مستوى الأجناس واللغات.
حرص فريق المهرجان هذه السنة مثل باقي الدورات السابقة في جعل الفنّ التشكيلي بمثابة مختبر بصري قادرٍ على تحقيق نوع من المثاقفة بين التجارب الأدبيّة الإفريقية ونظيرتها الفنية. إذْ يُساعد هذا الأمر على التعريف باللوحات الفنية بين صفوف الأدباء الذين يجهل العديد منهم الثقافة التشكيلية ونفس الأمر بالنسفة للفنانين الذي يقرؤون الأدب. من ثمّ، يُشكل هذا المهرجان فرصة للعديد من الأدباء لمتابعة راهن الفنّ الإفريقي والتعرّف على تجاربه وتاريخه ومنعطفاته، بغية التفكير في الاشتغال على أعمال مشتركة تمزج الفنّ بالأدب. فقد برز الوعي في السنوات الأخيرة بقيمة الفنّ التشكيلي الإفريقي وقُدرته على استيعاب اللحظات العسيرة التي تمُر منها إفريقيا. فاللوحة كما هو الأمر للعمل الأدبي، يُمكن أنْ يكونا مرآة نقرأ فيها التاريخ ونتلمّس من خلالها بلاغة الواقع وإدانته.