المخرج السينمائي فوزي بنسعيدي يعرض «ألف شهر» بخريبكة

تأتي قيمة هذا العرض في كونه يضع الجمهور أمام أحد أبرز الأفلام في المسار السينمائي عند فوزي بنسعيدي وذلك من أجل التفكير في أهمية السينمائية داخل حاضر ويوميات الناس. إذْ تُتيح مثل هذه العروض السينمائية إمكانية استرجاع علاقة بعض المدن الهامشية بالسينما وفهم الدور الذي يلعبه الفنّ السابع في توجيه الناس وتجميل حياتهم وجعل السينما أداة للتفكير في بعض ما يعيشه الواقع سياسياً واجتماعياً. كما أنّ اختيار عرض فيلم مثل « ألف شهر » ولمخرج سينمائي في حجم بنسعيدي، يُضمر في ذاته مدى وعي الجهة المنظمة واختياراتها الجمالية على مستوى عرض الأفلام السينمائية ومناقشة ما تحبل به من أفكار ومواقف تجاه الواقع والذات والتاريخ على حد سواء.

يعتبر صاحب « الثلث الخالي » من الوجوه السينمائية التي قدمت على مدار سنوات من اشتغالها منجزاً سينمائياً أصيلاً أكثر وعياً بتحولات المجتمع المغربي. وإنْ كانت مجمل أفلام بنسعيدي نابعة من قناعة ذاتية، أيْ أنّها تجربة سينمائية تعطي للذات إمكانات كبيرة للتفكير في الواقع. ولا شك أنّ المشاهد لأفلام فوزي سيفطن إلى مدى قوة السيناريو وتدرّج الحكاية ومحاولة خلخلة المعنى، انطلاقاً من عملية التصوير التي تأخذ في أفلامه بعداً تجديدياً وليس تقنياً. بيد أنّ الاهتمام بشعرية الصورة السينمائية لم يمنع صاحب « وليلي » من الاهتمام بمفاهيم أخرى مثل الفضاء وغيره.