البدء باعتراف!
صعب أن يوصف في كلمات، صعب أن يمسك تاريخه في قبضة يد أو في أسطر معطوفة على بعضها…
حافل، مثقل، حابل…
محمد الشوبي، منحوت بروية ورؤية، ممثل في بستان الشعر دون الركح، وإن قُلبت القطعة يظل بظله. لا تخيفه الشاشات، مُستعد أن يقول ما لا يقال،
نُكتة المراكشي فيه أرضاً وروحاً…
في مقدرته، لعب على الأوتار، وإن كانت حامية، قد يباغتك في وضع المغلوب في سيرة” الركراكية”، وقد يأتيك غالبا في “مسحوق الشيطان”… أو دامع العيون في ” دموع الرمال”، أو ربما جافاً صلباً في ” تسقط الخيل تباعاً”.
يحمل موسوعته على ظهر الأيام، مسرعا بين الرأي والانطباع، بين الصورة والصورة، في ساعة وساعة…
محمد الشوبي، في حوار على الجناح…
بدايةً، قبل أيام كانت عيونك عليلة، وقد خضعت للجراحة، متمنياتنا لك بالعافية والشفاء الدائم، وكيف هي الآن؟
– حمداً لله، ” العوينة بخير وعلى خير”، وربما صحةُ نظري بأفضل حال أكثر من أي وقت مضى.
شكراً جزيلا لكم!
وعيون الشوبي الممثل كيف ترى الفن وحال أهله في زمن وبائي؟
-للأسف!
أكل منّا هذا الوباء كثيراً، أكل من الفنانين جميعهم.
للأسف!
الحكومة لم تفعل شيئا، لم تبذل أي مجهود يذكر…
تركت الفنانين في مواجهة مصائرهم.
للأسف!
الأكثر هشاشة هم نحن، هذا ما تبدى من جراء ذلك، الأكثر عرضة ل”الحيف” كذلك، سواء أ كان من قبل الحكومة أو جمع من بعض الناس.
للأسف!
( يبعث تحاياه للحكومة المغربية مبتسما بالعريض)
تحب أن ترى الأشياء بعين المُشخص أم الشاعر في الحياة عموماً؟
– في الحياة عموما، أحب رؤية الأشياء بعين المشخص والشاعر مثنى!
فعين المشخص وعين الشاعر لا تفترقان، عينان تلتقطان أجمل ما وُجد، في بلاغة الصور والكلمات والرؤية، في بلاغة ما يقع إجمالاً.
هما في فلكِ ذات الغاية المدركة…
شاعر يسكنك، هل يشبهك أم يناقضك؟
-أظن أن هذا الشاعر الساكن في، يشبهني كثيرا…
سكنني وأنا صغير جدا.
سكنني وأنا بين دروب الدراسة والتحصيل.
سكنني وأنا بين خشبات المسرح.
سكنني مع ويليام شكسبير.
سكنني مع موليير.
مع هؤلاء الشعراء الكبار سكنني!
مع الفرزدق وجرير وزمرة أخيلة الشعراء العرب.
مع نفر من الشعراء الأمازيغيين الكبار سكنني…
لك في فيسبوك وخلانه حياة… في أي سن؟ هل في براءة الطفل، فوران المراهق، فتور المسن؟
– ببساطة، فيسبوك هو فضاء، في الغالب ما يكون فيه الإنسان إما طفلا، أو يافعا ثائرا متذمرا، أو شاعرا ورومانسيا كثيرا.
هذا هو الفيسبوك !
هو مايشاهده الناس عنك، في صفحتك الخاصة جدا جدا جدا.
في نظرك، ظاهرة “المحمول الذكي”، هل أنجبت شيئاً في الفن المغربي أم أقبرت؟
– ظاهرة المحمول الذكي للأسف، ظاهرة خنقت الإبداع، أخرجته من مستواه الإبداعي، إلى مستويات الابتذال والتصوير- الذي ما هو بجاهز أو كائن_ ليس هناك عمق والكثير منه…
صدقا للأسف!
هذا انزلاق!
على اليوتوب؛ تقليد يتمدد، شبانٌ يعرضون مايسمونه ” أفلاما قصيرة”، ماذا يسميه محمد الشوبي في قاموس الممثل؟
-في ظني، شبان اليوتوب هم شبان يشبهوننا في مرحلة كنا فيها قبل مرحلة الهواة.
كانت لدينا أحلامنا وطموحاتنا، لكن لا بد من أن تصقل داخل الجمعيات أو المنتديات، صحبة أساتذة مختصين.
و لا يجب أن نأتي هكذا ونقول أننا بلغنا الناصية.
نشر محتويات في اليوتوب لا يعني، أنك صرت مؤثرا أو مؤثرة، هذه مسائل خطيرة على الشباب بعينهم.
يجب أن يصقل مواهبه _أولا_إن كانت، وبالتأكيد سيصل يوما ما إلى المبتغى.
إن كان للشوبي تلفزيون يُسيّره، أي مادة بصرية سمعية يختارها لجمهور مغربي وقت ذروة المشاهدات؟
-مسلسلات حقيقية، هذا ما سأختاره
مسلسلات تخاطب المواطن المغربي، تلامس الشباب المغربي، الشعب المغربي قاطبة دون استثناء.
لن أعرض ما يسمونه بالسيتكومات والكبسولات، و” السحريات” وهلم جرا مما شابه…
في فترة العزل المنزلي، عاش كثيرنا مشاهد وحدة وانفراد…
أي مشهد تقُصُّ من مشاهدك يليق بفيلم سينمائي تعبيري؟
-من بين المشاهد الخطيرة التي حييتها في ذاك العزل الصحي، وتلك العزلة الوحيدة، هي الكوابيس التي كانت تراودني عن الحكومة.
كل يوم، كل ليلة، أتساءل، هل غدا سيتغير أم لا…
كان ليلي ذاك يقضى في أرق ممتد مضن، كان فيه الخوف والفزع والكوابيس فحسب.
مع الأسف الحكومة لم تفعل شيئا، أنا من فعلت!
أنا الذي كنت أرجو منها الكثير وأتمنى،أما هي ” المسكينة لم تفعل شيئا”!
لا تستحق عتابي، لأنها ما فعلت قَطّ شيئا يزعجني…
الأرجح أنني ” مجنون” ألاحِق أشياء من ذاك الفصيل…
(مبتسما بالعريض على جِدَّة)
“أعظم قول من فيلم مغربي لقائل مغربي”، ماذا تقتبس؟
– ” الحياة سيئة”( قيلت بتعبير دارج)
جمع من الناس، يائسون مزاجا، ويقولون بنشاط وطاقة جامحة” الحياة سيئة”، في فيلم “علي زاوا”(نبيل عيوش-2000).
هذا أعظم ما سمعت في تاريخ السينما المغربية…
(يبستم أقوى من السابقتين)