عادات وتقاليد المغاربة في رمضان..رسخها الأجداد وحافظ عليها الأحفاد (فاس)

عادات وتقاليد المغاربة في رمضان..رسخها الأجداد وحافظ عليها الأحفاد (فاس)

- ‎فيمنوعات, واجهة
IMG 20240315 WA0055
إكسبريس تيفي

إكسبريس تيفي – متابعة

لشهر رمضان الكريم في المغرب خصوصية متميزة عن باقي الدول الأخرى، إذ تتسم لياليه بأجواء مليئة بالإيمان والرحمة، وهذا ما يتجلى بشكل واضح في اكتضاض المساجد بالمتعبدين كباراً وصغاراً سواء كانوا رجالاً أم نساءً، غير أن العادات الرمضانية المغربية لا تنحصر في المساجد فقط، بل تمتد لما يجري من أحداث و فعاليات في الشوارع والدروب المغربية، عكس القيم الرمضانية العريقة.

و مع حلول شهر رمضان المبارك، تشهد مدينة فاس، العاصمة الروحية للمملكة، دينامية خاصة، لا سيما أزقة المدينة العتيقة التي استعدت لاستقبال الزوار المستمتعين بالأجواء الخاصة لهذا الشهر الفضيل، أو الباحثين عن مختلف الأطباق التقليدية التي تشتهر بها المدينة.

فاس المدينة العتيقة، التي أسسها مولاي إدريس الأول قبل 12 قرنا، والتي تم تصنيفها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، اكتست حلتها الرمضانية الخاصة، واستعد الباعة والسكان، على حد سواء، لاستقبال شهر الصيام والطاعات على النحو الذي يليق بهذا الشهر الفضيل.

حركة دؤوبة تشهدها المدينة العتيقة وأزقتها الضيقة، حيث يعرض ما لذ وطاب من الحلويات التقليدية التي تزين موائد الإفطار الرمضانية مثل “الشباكية” و”البريوات” و”المحنشة” و”المقروط” جنبا إلى جنب مع الحلويات العصرية الأخرى.

وخلال هذا الشهر الفضيل، يشهد بيع الحلويات التقليدية رواجا كبيرا، وهو ما يعبر عنه بكل ارتياح باعة هذه الحلويات في العديد من الأحياء الشعبية والأزقة الأكثر ازدحاما وكثافة، من قبيل “الرصيف” و”الطالعة” و”باب بوجلود” وكذلك بالقرب من جامع القرويين والأندلس ومولاي ادريس، حيث تبرز أجواء الاحتفاء بشهر رمضان الأبرك. كما يحتفي أصحاب الدكاكين بحلول رمضان بطريقتهم الخاصة، والتي تمتح من روحانية الشهر الفضيل.

أمين التواتي، بائع الحلويات التقليدية، الذي يقع دكانه غير بعيد عن باب سيدي عواد، أعرب عن ارتياحه للإقبال الكبير الذي تعرفه المدينة العتيقة خلال هذه الأيام المباركة، موضحا “تعيش المدينة العتيقة على وقع تدفقات الزوار والوفود التي تبحث عن وجبات وأطباق شهية تزين مائدة الإفطار… في حين يفد البعض الآخر على هذه الأماكن ضيوفا على أقاربهم أو للانغماس فقط في هذه الطقس الاستثنائي غير الغريب عن عاصمتنا العلمية”.

ويحرص هذا البائع على إخفاء الإحساس بالتعب الذي يرافق الإقبال الكبير، قائلا “هذه الأيام قطعا أكثر ازدحاما، لكن هذا لا يمنعنا من الحفاظ على بشاشتنا وفاء لحفاوة أهل المدينة وكرم الترحاب الذي يميزها. نعمل على الاستجابة على النحو الأمثل لطلبات الزبائن، أيا كانت نوعية الحلويات المرغوبة”.

وبقلب المدينة العتيقة، تستشعر فاطمة العلمي، بائعة حلويات أخرى، حلاوة هذه الدينامية التي تعرفها مدينة فاس، مؤكدة “لا يقو الزوار على مقاومة الروائح الزكية لهذه الحلويات، سواء لتأثيث مائدة الإفطار أو لتقديمها للأطفال والأقارب الذين يستقرون بعيدا عنهم”.

بدوره، قال محسن مزور، اختصاصي اللحم المجفف “الخليع” والحلويات، إن “الإقبال على مدينة فاس يكثر عشية الشهر الفضيل، حيث يعتبر الأمر مناسبة مواتية للأجيال الصاعدة لتجديد الوصل مع التقاليد العريقة التي يتعين عليهم الحفاظ عليها. كما أن عددا من الأسر تنتهز هذه الأيام لإرسال هذه الحلويات لأبنائهم المستقرين بالخارج”.

فسواء تعلق الأمر بأسر فاسية، أو زوار من ربوع أخرى، أو سياح أجانب، كل هؤلاء يستسلمون لسحر تقليد عريق يضج بالحياة، ويزكيه شهر فضيل ذو خصوصيات متفردة.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *