*لكل المواهب*
حقاً لكل المواهب؛ سلسلة حلقات مكتوبة، على صحيفة إكسبريس تيفي، بنَفَس البورتريه، وبسؤال الحوار، وبسحر اللقاء، وبتدوينات الرحلة والفكرة…لكل نسمة فن في هذا العالم الفسيح، لكل صوت دافئ يكسر برود الأيام، لكل زفرة تسابق الرياح، تعاند العاصف والعواصف، للخطوة، والخطى تسير…
للشاعر، للماهر البارع، والرسام، لكل الأقلام، للكاتب واللاعب، للطباخ والسبّاح، للحادق واللاحق، لكل الخطوط، للكل حتما.
لقاء للقراء، فنيٌّ وأحيانا فني! مسائي ليلي، كل جمعة.
الحلقة الأولى: ” عفواً لست ظلا لأحد”
البطل: الفنان أحمد يعقوبي
سيناريو : أشرف النقاش
على كراسي تتذكر مليا أصحابها، توزعت في فَساحةِ القاعة، في جوار الجالس، آلات لا يصمت أنينها وفرحها.
الصورة هذه من المعهد الموسيقي بالرباط، حيث الجالس هو أحمد يعقوبي، وحيث الموسيقى صوت في دوامة الأصوات…
من هنا بدأ أحمد أولى صوره، من هنا غنّى، من هنا رافق النوطة في آخر تلاشي لها، بين هنا وهنا الكثير، وفي حوار الليلة كثير…
دقيق في تفاصيله، رباطي، طالب على أعتاب التخرج بسلك اللغة العربية، صوتٌ رنان، ميله للكلاسيكيات، الخالدات، روائع الزمن الجميل، لكن بانفتاح على كل شيء، على أي لسان، على الحياة بتلاوينها.
عشر سنوات عزَف فيها عزفه على إيقاع الطرب، أحبهُ فأحبه،
آمن وأنتج لنفسه، ركب واعتلى ناصية عالمه، ولنا في عالمه نظرة، بود وصدر رحب وشوق عذب…
بعد الترحيب…
البدء من آخر شيء، “عطيني فرصة” أي فرصة يطلب أحمد؟
– أن تعطى لموهبتي فرصة، هذا ما أتمناه حقا، إعلامياً؛ عبر الإذاعة والتلفزيون، وفنياً؛ بالحضور في المهرجانات، الأهم أن أكون موجودا في الساحة الفنية.
ماذا عن أحمد يعقوبي بعد عطيني فرصة؟
– في الواقع أفكر في صنع أسلوب مغاير ومختلف عن “عطيني فرصة”، العملية ليست سهلة أبدا، لكنني أعمل جاهدا على اختيار شكل غنائي يناسبني، دون أن أعيد أحمد في “عطيني فرصة”.
عطيني فرصة أول زهرة في بستانك الغنائي، كيف أزهرت، المقصود هل كان سهلا إنتاج الأغنية وبصيغة الكليب؟
-بالطبع ليس سهلا إطلاقا.
أنا فنان ولست منتجا، وأن تنتج لنفسك هذا معناه أن تعمل بشكل مضاعف دفعة واحدة، بدءًا من تخصيص تمويل شامل لصناعة الأغنية، وهنا لا تعني الأغنية فقط ملحنا وكاتب كلمات وموزعا موسيقيا وقُضي الأمر، بل طاقم تصويرٍ يقضي صحبتك اليوم كله، وضيافته على نفقتك، وطبعا مسألة الأزياء وماجاورها…
في ” عطيني فرصة” كانت هناك إعانات ودية من أصدقاء في الفن، وجوه معروفة وأخرى متوارية، من اللحن إلى الطرح، آزرتني، ويطيب المقام إن ذكرتها، وهم: في كتابة الكلمات والتلحين والتوزيع علاء زيدون، سجل العمل الدكتور بلاك، أخرجته حنان أمجد، وزينب ناجي ممثلةً في الكليب، محمد إسلام يعقوبي في تصميم الأزياء، نجيب السلامي مساعدي في الإنتاج، وأخيرا رضوان بريزي مديراً للتصوير.
كيف جاءت فكرة إصدار كليب في زمن الجائحة؟
– في الواقع نصف الأغنية، تقريبا، كان جاهزًا قبل بداية زمن الوباء! لكن بعد أن حل ما حل ودخلنا في فترة الاحتواء لم نتمكن من تسجيل أي مقطع طيلة أربعة أشهر متوقفة النبض، وبمجرد عودة مظاهر الحياة الاجتماعية، تدريجًا، عدنا إلى الاستوديو! وبدأنا بالتفكير في كل التفاصيل رفقة مخرجة الكليب حنان أمجد، وكم كانت لقاءات الفريق صعبة في ظل نمط اجتماعي فرضته كورونا.
وهكذا إذا، كل مشاهد الكليب داخليةً صُوّرت.
ليتني أمضيت ختام الكليب قبل سماعي لأول خبر عن الجائحة!
من هنا وبعين الفنان، ما الجميل في فترة الجائحة رغم قُبحها؟
(يبتسم)…
-الجميل، حقا، هو لولا فترة الجائحة، وما خلقته من متسع زمني، لما سجلت وصورت ” عطيني فرصة”…
الجميل أيضا، هو الانفراد بالذات ومجالستها، وهذا ماعزمت عليه، وقد وضعت نصب أعيني الاختيار الحسن بين الصواب والخطأ في قانوني الشخصي.
غيرت نظرتي للحياة، وحسمت الكثير من القرارات.
والأجمل أن حضن العائلة اكتنفني بدفئه، بعد أن بلغني تعب مدرجات الجامعة، وكراسي المعهد الموسيقي، وخشبات الاحتفالات.
لقد ارتحت جسداً وروحاً بحق.
في أي خانة يصنف أحمد نفسه، موهبة صاعدة أم نجم مستقبلي؟
-الاثنان؛ موهبة صاعدة ونجم مستقبلي.
فقط أمنيتي أن أوفق في ذلك، وأن يكون لي اسم وأعمال فنية وجمهور خاص.
بالمختصر؛ أن أكون نجما من نجوم الغناء.
عهدك جمهورك في أداء اللون الطربي في حفلات رسمية، وفي أغنيتك( عطيني فرصة) شيء من نغم الراي، ماذا يعني ذلك؟
-في مساري لا أحب أن أكون ظلا لشخص آخر، لدي لوني الخاص، ومن المستحب أن أطّل كل مرة بلون، فاليوم أغني ” الراي” وغدا بالمصري، ومن يدري بالخليجي كذلك، لا إشكال في التغيير لدي.
واللون الطربي، مدرسة عربية كلاسيكية، تعلمت منه نزرا يسيرًا ومازلت؛ ما يحدث أنه في الحفلات، عادةً، أغني قطعا من الخالدات رفقة كبار العازفين الموسيقيين، فمن الطبيعي أن أساير ذلك، بينما المسار الفني مختلف تماماً.
عموماً، الحفل شيء ومساري الفني شيء آخر.
لا أريد تكرار نفسي في كل عمل، أبتغي ترك بصمة بعد وداع الحياة، في عالم تتطور موسيقاه على الدوام.
أي بصمة يريد تركها أحمد في رصيد الأغنية المغربية؟
-بصمتي يصعب الحديث عنها، فأعمالي هي التي ستتحدث عنها، والأهم هو أن تكون ذات كلام جميل دوما، وبالتعبير الموسيقي” موزون ومقفَّى”، كي تصاحبها جمل لحنية بديعة، ثم بالنهاية الأداء. وإن تحققت ثلاثية الكلمة واللحن والأداء بجمال عال، فتلك هي الغاية المدركة.
أحمد في السنة المقبلة، بأي مشروع فني؟
-حاليا، أعدت تسجيل أغنية الفنان التونسي صابر رباعي” بتحدى العالم كله”، وصورتها على شاكلة ” الكوفر” بمعية الفنان زكرياء العلولي، الذي أعتز به جداً.
والأغنية في مراحل متقدمة، وحين نفرغ من وضع آخر اللمسات، سنحدد تاريخ طرحها بالطبع.
على أي خشبة تتمنى أن تغني؟ ولما؟
-أحببت هذا السؤال صراحةً…
هنالك مسارح كثيرة ومنها الكبيرة، يتمنى كل فنان- ولست وحدي-في العالم أن يقف على خشباتها ليطرب الأسماع، ولدي ثقة عارمة أنني سأغني على إحداها.
في المغرب؛ أتمنى أن أغني على خشبة موازين، فهو مهرجان وازن، لا يحيي حفلاته إلا الفنانون الرائعون المتمكنون، ولسوف يكون إضافة في مسيرتي.
لدينا مسرح يشيد في مدينتي الرباط، وقد أشرف على الانتهاء، هو كذلك من أمنياتي، وطبعا مدعاة شرف لكل الفنانين المغاربة مساحةً وتصميماً.
عربيا؛ دار الأوبرا المصرية.
أوربيا؛ مسرح الأولمبيا الباريسي.
إن كان أمامك ميكروفون في هذه اللحظة، ماذا ستغني وإهداءً لمن؟
(يغني دون سابق تردد…)
” علي صوتك علي صوتك بالغنا!
لسه الأماني ممكننة ممكنة!
علي صوتك علي صوتك بالغنا !
لسه الأماني ممكنة ممكنة! ”
هذه الأغنية إهداء لكل موهبة تطمح للبروز والنجاح، حسبها إيمان بقدراتها، فكلٌ يستطيع إيصال صوته للعالم إن وثق واجتهد.
( مقطع الأغنية لمحمد منير، من فيلم المصير 1997).
في كلمة؛ ماذا تعني لك هذه الكلمات المتفرقة المجتمعة في الآن نفسه لديك؟
الرباط: مدينتي
الفنانة أحلام: أستاذتي
المغرب: حبيبي؛ بلدي
اللغة العربية: فخري
العندليب الأسمر: فوق الوصف!
الكتاب: العلم
الجامعة: فضاء للتعلم
الهجرة: سؤال صعب !
الطرب: الحياة
وفي كلمات، كلمتك لصحيفة إكسبريس تيفي؟
-شكراً جزيل الشكر لصحافييها وإعلامييها وتقنييها، متمنياتي لكم بالتألق والتوفيق والاستمرارية، ومن نجاح إلى نجاح (…).
ربما كل أسئلتي ألبستها كلماتي، هل لك من كلمات لم تُذكر ؟
-من واجبي قول كلمة شكر لكل روح وثقت بي…
أبي وأمي
إخوتي
أساتذتي الساهرون على أحلى إطلالاتي وصوري…
من يدعمني ويتابعني وينتظر بشوق جديدي الفني
دائمو السؤال عني…
من صاحبني بكلمة أو اشتراك أو تعليق
هم معي ولن أنسى ذلك!
مصطفى امين فرحي
الشاب الوسيم احمد اليعقوبي فنان قادم بخطى ثابتة على سكة صحيحة مؤدية لباحة الفن المغربي الاصيل من أشسع أبوابه لان الشاب لم ياتي من فراغ بل كد من اجل ذالك متسلحا بسنوات دراسة موسيقية وصوت عذب طروب له كاريزما ساحرة على المسرح وله رزانة الكبار رغم صغر سنة اتمنى له ان يحقق مبتغاه ويغني ساحتنا بكل ما هو جميل