*لكل المواهب*
حقاً لكل المواهب، سلسلة حلقات مكتوبة، على صحيفة إكسبريس تيفي، بنَفَس البورتريه، وبسؤال الحوار، وبسحر اللقاء، وبتدوينات الرحلة والفكرة…لكل نسمة فن في هذا العالم الفسيح، لكل صوت دافئ يكسر برود الأيام،
لكل زفرة تسابق الرياح، تعاند العاصف والعواصف، للخطوة، والخطى تسير…للشاعر، للماهر البارع، والرسام، لكل الأقلام، للكاتب واللاعب، للطباخ والسبّاح، للحادق واللاحق، لكل الخطوط، للكل حتما.
لقاء للقراء، فنيٌّ وأحيانا فني! مسائي ليلي، كل جمعة.
الحلقة الرابعة: ” حرف تاسع وعشرون… في غير الهجاء”
البطل: عبد الإله آيت باعمر
سيناريو: أشرف النقاش
ما سيأتي كله حروف، رسم بالحروف، رقص للحروف، وفاء للحروف…
معرض يلملم طراوته لأجل شهرة في القادم، لأجل حب بارز، هو عبد الإله، ذاته أسيرة فن لا يضمحل، يكتب الحروف من أجل التأمل لا المعنى، متراصة تتوالى، معناها ولّى وظلت هي تقود الرائي للتأمل، ولكم، قبل الخوض، تأمل:
بين الصور… “سنابل حنطةٍ زرقاء”
مساء شتوي ماطر…
قطرة على الأرض ولطخة صغرى على اللوح…
في الصورة الحرفية هذه، هائم عبد الإله بين صوره.
نوافذ الغرفة مغلقة، نوافذ الإلهام فاتحة مفتوحة…
يعاند اللون وبنيه، الحرف وأخيه، في قلب ” حومة رباطية”… يعيش كل هذا في عمر العشرين، حكى عنه ل” اكسبريس تيفي” صديق له، زار ركن المواهب في أول حلقة، الموهبة أحمد يعقوبي، وهو خيط اللقاء…
عبد الإله في دفء مسائه يحكي دون تردد، باسترسال، كلمة تلد كلمة:
” أحببت الخط أكثر من الرسم، وإن رسمت وجهاً، كان ملمحه خطاً، الخط مخطوط وفي رسمي، لن أتخلى أبداً، ولغة حياتي هي العربية”.
بهدوء!
رصين الكلام يقول:
” معانٍ خفية، تلك كلماتي، أكتبها بصميمي، أو باقتباس حميمي، لكن المعنى مُنقّب عنه”.
لم تصادفه زفة الحلم في البواكير، حدث كل شيء، فجأة، في قسم الجذع المشترك، كان يرسم، إحساناً، من أجل رد الجميل لأحد الخلان وأبناء الجيران، لكنّ أستاذاً للفنون الجميلة ، فطن له وللعبة، فأدخله في لعبة الفن دون مشورة…
” ما أحب من حروف هي تلك… العصية؛ ياءٌ وهاء، تفاصيلهما صعبة جدا، متموجة، صعب رسمها، أحبهما لأني كابدت صُحبتهما”.
في خطوط غالب الصور؛ خطٌ يدعى بالسنبلي، مظفرة حروفه، أشبه بجدائل شعر منساب شلالَ حروف.
على طريق العودة، يرجع عبد الإله ليقول: ” الأزرق، الأحب إلى قلبي، عند الحيرة أكون أزرق الوجه والاختيار، كل شيء أزرق في آخر الحكاية”.
فرح يحلق به، ووحدة تنهشه، كل شيء مقبول، وكل مفروض مرفوض، وكل إحساس، على اللوح يقع متساقطا، تماماً، كالمطر الأزرق.
بين الصور… بر وبحر
بحر حالم
” أنا أزرق، والبحر أزرق، وفي الأزرق أرتاح”، هو كذلك، وصف دون ارتجال، يقصد البحر، نهاراً، ليلاً، وفجراً أحيانا، وحيدا أو في كوكبة، صياداً ذا قصبة…
يجالس الموج، بعد رحلة طريق على دراجته النارية، ينهل من صور الفلك …
عدة الصيد بجانبه كحقيبة سمكريٍ، طاجين يُطهى،متثاقلا، على جمر تلظى…
في الصورة طبق، زين غطاءه بحروفه، طاجين للنظرة والأطعمة…
بر وعاكف
شيء لابد أن يُقال، بإلحاح عبد الإله، في البدء وإلى حين قريب، كان يرسم لوحاته دون فرشاة رسم، بمفكٍّ مصلّب يخطُ خطوطه، وبحواشي علبة غراء…
“ما أسعى له حقا أن يُعرف فني، أن أنال نصيبا من الاحتضان، سأظل متعلقا به ولو أني أدرس بمجال آخر، التواصل الرقمي في سنة ختامية”…
هكذا يسير، هكذا يريد، يرسم الصور هنا والآن، هنالك وبعد…
في آخر ما تبقى من حروف، على حبل النهاية، هناك من عاصر عبد الإله في صوره، من كان صورة بعد العائلة:
سام، الكلب الوفي، لديه ما يخط هو الآخر…
قصة وفاء وصداقة بعمر عشر سنوات وأكثر …
باقيان، خليلان، وما لم يُنس من ذاكرة عبد الإله، صورة على سبيل العذر، بريح نبل الفن، رسالة رفع وصفح، وبه توقّع صفحة اليوم…
fatima zahra
وصف جميل و موهبة تستحق تقدير ولاهتمام وفقكم الله