تحديات الدار البيضاء الكبرى للرقي إلى مستوى الأقطاب المالية الاقتصادية الدولية

تحديات الدار البيضاء الكبرى للرقي إلى مستوى الأقطاب المالية الاقتصادية الدولية

- ‎فياقتصاد, واجهة
ادريس العاشري البنك الدولي
إكسبريس تيفي

بقلم : ادريس العاشري

لا يمكن أن نتطرق إلى كل ماهو اقتصادي ومالي بالمغرب دون أن نقف وقفة تأمل عن واقع وتحديات العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء التي تشكل القلب النابض للحركة الإقتصادية بالمغرب والقارة الأفريقية.

إذا كانت العاصمة الإقتصادية للمغرب تتمركز فيها معظم مراكز المؤسسات المالية، التأمين، والشركات الوطنية والدولية، وتتوفر على المطار الدولي محمد الخامس وميناء الدارالبيضاء، بورصة الدارالبيضاء، فإن واقع البنية التحتية وكثرة الأشغال التي تعرقل حركة السير والجولان بالإضافة إلى انتشار دور الصفيح يجعلنا نطرح عدة تساؤلات تتمحور حول :

  • عن مدى إستعداد العاصمة الاقتصادية لإستقبال مباريات كأس العالم لكرة القدم 2030 الذي حظي المغرب مع إسبانيا والبرتغال لتنظيمه.
  • التحديات التي تنتظر المسؤولين على التسيير المحلي لمدينة الدارالبيضاء من سلطات محلية، مجلس الجهة، مجلس المدينة، الجماعات المحلية والمستثمرين لجعل الدارالبيضاء قطبا ماليا واقتصاديا بامتياز يمكن أن ينافس الأقطاب المالية الدولية.

حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط تساهم جهة الدار البيضاء – سطات بخلق حوالي تلثي الناتج الداخلي الإجمالي الوطني أي بنسبة تقارب 23.2%، وتشغل عدد كبير من اليد العاملة سواء في القطاع المهيكل او العشوائي(غير المهيكل ) .ولكن مازالت في أمس الحاجة إلى تغيير جدري في البنيات التحتية والمرافق الاجتماعية خصوصا الجانب المتعلق بالمساحات الخضراء وجمالية الهندسة المعمارية.

هل يمكن أن نتفاءل ونحلم بجعل مدينة الدار البيضاء الكبرى مدينة تنافس العواصم الاقتصادية العالمية بجمالها، تنظيمها وهيكلة كل القطاعات الحيوية في النسيج الاقتصادي للمغرب خصوصا وأن في الآونة الأخيرة مباشرة بعد تعيين السيد محمد امهيدية والي جهة الدارالبيضاء – سطات المعروف بمهنيته، الجدية، العمل الميداني وصرامته في تتبع الملفات واوراش التغيير ؟؟.

مدبنة الدارالبيضاء في أمس الحاجة إلى مساهمة الجميع لجلب الاستثمارات وخلق مناصب الشغل المهيكل والمنظم لمحاربة الفساد والقطاع العشوائي خصوصا وأن الجانب الأمني الذي يعتمد عليه الانتعاش الاقتصادي والسياحي متوفر.

من بين الأوراش التي تبشر بالخير على أن الدار البيضاء تتغير هو اللقاء الذي جمع عدة شركاء من مجلس جهة الدار البيضاء سطات، ووزارة الصناعة والتجارة، ووزارة الاقتصاد والمالية، وولاية جهة الدار البيضاء – سطات، لتنمية مناطق صناعية في إطار برنامج التنمية الجهوي (الدار البيضاء – سطات 2027/2022.
كل الدراسات السوسيو اقتصادية تؤكد ان العاصمة الاقتصادية للمغرب الدارالبيضاء لا يمكنها أن تعتبر من أشهر وأهم الاقطاب المالية الدولية بدون توفير الظروف الضرورية والبنيات التحتية للسياحة.

في هذا الصدد وحسب معطيات المرصد المغربي للسياحة (OMT)؛ بلغت ليالي المبيت بالدار البيضاء 1672983 خلال الفترة الممتدة من يناير إلى أكتوبر 2023، بينما وصل عدد الوافدين إلى المراكز الحدودية بمطار محمد الخامس 1948218 وافدا خلال الفترة نفسها.

هذه الصورة الايحابية والسلبية على واقع العاصمة الاقتصادية للمغرب تجعلنا نتساءل هل نحن مستعدين كسلطات محلية، مجلس الجهة، مجلس المدينة، الجماعات المحلية وفاعلين سياسيين، اقتصاديين والمجتمع المدني لجعل الدارالبيضاء الكبرى قطبا ماليا واقتصاديا بامتياز يساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد وفضاء يوفر العيش الكريم لساكنته؟؟؟

تحديات كبيرة تنتظرنا جميعا.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *