الهيدروجين الأخضر: المغرب ودول عربية في صدارة إستراتيجية ألمانيا لتأمين الطاقة النظيفة

الهيدروجين الأخضر: المغرب ودول عربية في صدارة إستراتيجية ألمانيا لتأمين الطاقة النظيفة

- ‎فياقتصاد, واجهة
0
5de2f42aa1d0450146bcbf74a815dc75
إكسبريس تيفي

باحدة عبد الرزاق

تسعى ألمانيا لتنفيذ إستراتيجية طموحة لاستيراد الهيدروجين ومشتقاته، في إطار جهودها لتحقيق أهداف الطاقة النظيفة والاستغناء عن الغاز الروسي وموارد الوقود الأحفوري. وتتوقع برلين أن يصل الطلب على الهيدروجين إلى ما بين 95 و130 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030، مما قد يتطلب استيراد ما يتراوح بين 50% و70% من احتياجاتها.

وفي ظل هذه الخطط، تبرز فرص واعدة للدول العربية في الإستراتيجية الألمانية، نظراً لما تتمتع به من موارد وإمكانات. وقد وقعت ألمانيا بالفعل اتفاقيات لاستيراد الهيدروجين من بعض هذه الدول، وتجري مشاورات مع أخرى.

ومن بين الدول العربية التي تحظى باهتمام ألماني كبير في هذا المجال، يبرز المغرب كشريك محتمل رئيسي. فقد وقعت الرباط اتفاق تعاون مع برلين مؤخراً للتعاون في مجال الطاقة المتجددة وإنتاج الوقود النظيف. وبموجب هذا الاتفاق، يحصل المغرب على حصة لا بأس بها لتوريد الطاقة النظيفة إلى ألمانيا.

وتتميز المملكة المغربية بظروف مواتية لموارد الرياح والطاقة الشمسية، مما يتيح إنتاج الهيدروجين الأخضر بسهولة. وقد أسهمت مؤسسات مصرفية أوروبية بالفعل في تمويل مشروعات مغربية في هذا المجال، مثل مشروع محطة الطاقة “نور” بورزازات الذي يعد من أكبر المرافق العالمية للطاقة الشمسية المركزة.

إلى جانب المغرب، تظهر مصر والجزائر كشركاء محتملين مهمين في إستراتيجية ألمانيا. فقد وقعت مصر عقداً لتصدير الأمونيا الخضراء إلى ألمانيا، بينما أقرت الجزائر إطار تعاون مع برلين في مجال الهيدروجين الأخضر يشمل دعم البنية التحتية.

كما تبرز دول خليجية مثل السعودية والإمارات وسلطنة عمان كموردين محتملين، حيث تجري مشاورات وتوقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في هذا المجال. وتظهر موريتانيا أيضاً كشريك واعد، مع توقيع اتفاق ضخم لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمشاركة شركات ألمانية وإماراتية ومصرية.

إن هذه التطورات تشير إلى أن الدول العربية، وعلى رأسها المغرب، قد تلعب دوراً محورياً في تلبية احتياجات ألمانيا المستقبلية من الهيدروجين، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الجانبين في مجال الطاقة النظيفة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *