وحسب منصة الطاقة المختصة بواشنطن، فإن المغرب استورد ما يقارب 2.1 مليون طن متري من الكبريت القازاخستاني خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، ما يمثل نحو 70% من إجمالي صادرات قازاخستان من الكبريت. هذه النسبة تعكس اعتمادا كبيرا من جانب المملكة، لا سيما في ظل التزايد الملحوظ في الطلب على المادة المستخدمة بشكل أساسي في إنتاج الأسمدة وحمض الكبريتيك.
قد تواجه المملكة تحديات إضافية مع اقتراب موعد الصيانة المخطط لها في حقل “كاشاغان” في أكتوبر المقبل. هذا الحقل يعد من أكبر مصادر إنتاج الكبريت في قازاخستان، وتوقفه سيؤدي إلى اضطرابات في الإمدادات. في الوقت نفسه، تستمر الإمارات في لعب دور المورد الثاني للمغرب من الكبريت، حيث بلغت وارداتها خلال الفترة نفسها نحو 1.3 مليون طن متري.
كما دفعت التطورات الجيوسياسية الأخيرة في منطقة البحر الأحمر، خاصة التوترات الناتجة عن تصعيد الحوثيين هجماتهم على السفن، المغرب إلى البحث عن بدائل أخرى لتأمين إمداداته من الكبريت. لجأت المملكة إلى أسواق أوروبية مثل شمال غرب أوروبا، إلى جانب الأسواق التركية والبحر الأسود، لتغطية احتياجاتها خلال فترات الاضطراب.
مع ارتفاع الطلب على الكبريت من المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، والذي يمثل أكبر مستخدم لهذه المادة في المملكة، يبقى مستقبل إمدادات المغرب من الكبريت في ظل هذه التحديات غير واضح. ومع قرب توقف الإنتاج في قازاخستان، قد تحتاج الرباط إلى تعزيز مسارات إمداد بديلة لضمان استمرارية إنتاج الأسمدة والمنتجات المرتبطة.