“الدلاح” المغربي ثاني مزوّد لأسواق أوروبا

“الدلاح” المغربي ثاني مزوّد لأسواق أوروبا

- ‎فياقتصاد, واجهة
0
WhatsApp Image 2024 09 13 at 16.08.58
إكسبريس تيفي

متابعة

خلف إسبانيا وأمام هولندا، لا يزال المغرب ثاني أكبر مزوّد للقارة الأوروبية وتكتل دولها الاقتصادي بالمنتوج الفلاحي البطيخ الأحمر (الدّلاح)، الذي يعد من أكثر الزراعات استهلاكا للماء.

بيانات حديثة صدرت عن “يوروستاكوم”، نقلتْها ضمن تقرير مفصل منصة تحليل البيانات الزراعية المختصة “هورتو أنفو”، أكدت “انخفاض الصادرات المغربية من البطيخ الأحمر بشكل حاد بلغ 50,31 في المائة خلال النصف الأول من السنة الجارية 2024، وذلك بالمقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي”.

تأتي هذه الأرقام في ظل قرارات رسمية، توالت منذ مطلع العام الجاري، أغلبُها صدرَ عن السلطات الترابية المختصة، أقرت بـ”تقييد ومنع زراعة البطيخ الأحمر” في عدد من أقاليم المملكة، خصوصاً بالمناطق التي عانت ساكنتها من توالي سنوات جفاف هيكلي ضمن “دورة الإجهاد المائي” التي بلغت عامها السادس.

ويتبيّن من استقراء الإحصائيات المتوفرة أن المصدّرين المغاربة، لا سيما الذين ينشطون في المجال الزراعي، قد باعوا منذ بداية السنة ما مجموعه 85,09 مليون كيلوغرام من البطيخ الأحمر إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهو “ما يمثل 13.34 في المائة من إجمالي واردات التكتل الأوروبي الاقتصادي من هذا المنتوج، الذي صعدت أثمنته أيضا في الأسواق المغربية خلال موسم 2024.

وحسبما نقل المصدر ذاته، فإن “الصادرات المغربية تمكّنت من جمع 74,72 مليون يورو، وهو ما يعادل متوسط سعر 0,88 يورو للكيلوغرام الواحد من “الدلاح”.

يعزى السبب الأساس وراء هذا الانخفاض في الصادرات المغربية إلى “انخفاض كبير” سجلته واردات الاتحاد الأوروبي بنسبة 34,59 في المائة في الأشهر الستة الأولى من سنة 2024، حسب تقرير منصة “هورتو أنفو” المختصة في تحليل البيانات الفلاحية.

وأوردت المنصة الإحصائية الأوروبية “Euroestacom ICEX-Eurostat” أنه تم استيراد 637,82 مليون كيلوغرام من قبل هذه الدول خلال الفترة نفسها من عام 2024، أو 337.27 مليون كيلوغرام أقل من العام الماضي.

شهدت مجموعة من المناطق والأقاليم في المغرب التي طالما كانت معروفة بإنتاجها الغزير من البطيخ، تقليص مساحاتها الزراعية المخصصة لهذه الفاكهة أو “حظرها التام”، بسبب التأثير السلبي على منسوب المياه الجوفية المحلية، خصوصا بمناطق معينة بالجنوب الشرقي للبلاد.

على الرغم من هذه القيود، فإن المغرب استطاع أن يُصبح ثاني أكبر بائع للبطيخ في الاتحاد الأوروبي، بعد إسبانيا، وفقا لمنصة تحليل البيانات الزراعية “Hortoinfo”، التي خصصت تقريراً للموضوع مستندة إلى الإحصائيات الأوروبية سالفة الذكر.

في المقابل، تُظهر البيانات الخاصة بالنصف الأول من عام 2024 “انخفاضا كبيرًا” في مشتريات البطيخ من قِبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مع انخفاضات ملحوظة لدى المصدرين الرئيسيين مثل إسبانيا والمغرب. ومع ذلك، فقد تمكنت بعض البلدان (مثل هولندا وكوستاريكا) من الحفاظ على أسعارها على الرغم من الاتجاه التنازلي العام. فيما أبرز التقرير ذاته ذلك عبر “آثار كبيرة على مُنتجي ومُصدّري البطيخ، ما يستوجب منهم التأقلم استراتيجيًا مع التقلبات الطارئة على السوق الأوروبية”.

يشار إلى أن جمعويين ونشطاء وخبراء في المجال الفلاحي بالمغرب رفعوا أصواتهم في الآونة الأخيرة بانتقادات شديدة لاستمرار زراعة “الدلاح” بسبب استهلاكها المرتفع للمياه، مطالبين بـ”صرامة أكثر في هذا الصدد من طرف السلطات، مع تقليص المساحة المزروعة في ظل تفاقم الإجهاد المائي”.

جدير بالذكر أن إنتاج هكتار واحد فقط من هذا الصنف من “الفواكه الصيفية”، يتطلب ما معدله 8 آلاف لتر من المياه.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *