باحدة عبد الرزاق
عادت خطط إنشاء أول محطة رياح بحرية في المغرب إلى الواجهة مجددا، بعد إلغاء مناقصة متعلقة بالمشروع في يوليوز الماضي. يستهدف المغرب رفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء إلى 52% بحلول عام 2030، وفقا لما رصدته منصة الطاقة بواشنطن.
في هذا السياق، أعاد البنك الأوروبي للاستثمار طرح مناقصة الأسبوع الجاري لتقديم المساعدة الفنية في إعداد دراسة جدوى لأول محطة رياح بحرية في المغرب. تهدف هذه المساعدة إلى دعم الوكالة المغربية للطاقة المستدامة “مازن” في إجراء الدراسات اللازمة لتقييم المشروع، بما في ذلك دراسات الجدوى والتأثير البيئي والاجتماعي. ويُقدر قيمة العقد المخصص لهذا الدعم بنحو مليوني يورو (2.2 مليون دولار أميركي).
تظهر الدراسات أن المغرب يمتلك إمكانات كبيرة لاستغلال طاقة الرياح البحرية، خاصة على طول ساحل المحيط الأطلسي، حيث تكون سرعات الرياح مرتفعة والمياه ضحلة، مما يجعلها مثالية لتطوير طاقة الرياح البحرية ذات القاع الثابت. ويأتي هذا المشروع ضمن التزام الوكالة المغربية للطاقة المستدامة بتطوير هذه الصناعة وبناء على الخبرات المكتسبة عالميا.
تخطط الوكالة لإنشاء محطة الرياح البحرية قبالة ساحل الصويرة، مستفيدة من الإمكانات الضخمة لهذه الطاقة في المملكة. تشمل الدراسة الأولية تقييما فنيا واقتصاديا للمشروع المحتمل، وتحليلا للمخاطر والتحديات التي قد تواجهه.
كما أجرى البنك الدولي تحليلا للإمكانات الفنية لطاقة الرياح البحرية في المغرب، مشيرا إلى إمكانية استغلال هذه الطاقة في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتوليد الكهرباء النظيفة، مما يساهم في تقليل مشكلات النقل ويؤهل المغرب ليكون مصدرًا للطاقة.
تأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه الاهتمام بطاقة الرياح البحرية في المغرب، إذ تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن البلاد تمتلك نحو 200 غيغاواط من قدرة الرياح البحرية المحتملة، منها 22 غيغاواط مناسبة لتوربينات القاع الثابت، في حين يمكن استغلال الـ178 غيغاواط المتبقية عبر تكنولوجيا الرياح العائمة.
رغم تراجع تركيبات طاقة الرياح في المغرب بنسبة 50% خلال عام 2023 مقارنة بعام 2022، فإن إجمالي السعة التراكمية لطاقة الرياح ارتفع إلى 1.926 غيغاواط خلال العام نفسه. وتتوقع التقارير أن المغرب قد يضيف 2.1 غيغاواط من طاقة الرياح خلال السنوات الخمس المقبلة، مع إمكانية الوصول إلى سعة تراكمية تصل إلى 9.583 غيغاواط في المستقبل.
من الواضح أن المغرب يتخذ خطوات حاسمة نحو تعزيز مساهمة طاقة الرياح في مزيج الكهرباء، ما يجعله في موقع جيد لتحقيق أهدافه الطموحة في مجال الطاقة المتجددة، ويضعه على خريطة الدول الرائدة في استغلال طاقة الرياح البحرية عالميا.