أعلن المغرب عن إطلاق مشروع طاقة يعتبر الأول من نوعه في أفريقيا، حيث تم ذلك من خلال شراكة بين معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة (IRESEN) وشركة هانسول الكورية الجنوبية. المشروع المعروف باسم ميديا بي في (Media PV) هو مبادرة مبتكرة تجمع بين شاشة إعلانية رقمية ولوحة شمسية كهروضوئية في وحدة واحدة متكاملة، تهدف إلى اختبار وتقييم حلول الطاقة الشمسية الكهروضوئية المتقدمة في السياق المغربي والأفريقي.
ستجرى عمليات التحقق من الأداء في مركز الطاقة الخضراء في المغرب “غرين إنرجي بارك”، الذي يعزز من نقل المعرفة والخبرة الفنية للقطاع الخاص. يتيح مشروع ميديا بي في تقييم الأداء التقني في الظروف المناخية الخاصة بالمغرب واستكشاف إمكانيات هذه التكنولوجيا للتطبيقات الواسعة النطاق.
يعكس هذا التعاون المناقشات الفنية التي جرت خلال التبادلات الثنائية، مما أدى إلى شراكة استراتيجية بين المعهد وشركة هانسول. تتميز هذه التكنولوجيا الكهروضوئية المتكاملة في المبنى (BIPV) بقدرتها على عرض محتوى مرئي بدقة، بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء المتجددة، مما يوفر قيمة مضافة للتنمية الحضرية والبنية التحتية للطرق والنقل.
مع اقتراب تنظيم كأس العالم في المغرب عام 2030، يتوقع أن يسهم هذا الحل في إدارة اللافتات في البنى التحتية الرئيسة، مما يعزز من النهج المستدام الذي يتماشى مع الالتزامات البيئية للبلاد. جاء تدشين المشروع في 26 سبتمبر 2024، في مركز الطاقة الخضراء، بحضور مختلف الفاعلين في قطاع الطاقة المتجددة وممثلين عن الحكومة وخبراء.
ستحتضن المنشآت الجديدة لمشروع ميديا بي في التحليل للأداء التقني في المناخ المغربي، مما سيساعد على تحديد التطبيقات الأكثر ملاءمة لهذه التكنولوجيا. وتم تركيب أنظمة ميديا بي في من قبل شركة إنرجي هاندل، لتكون الأولى من نوعها لشركة مغربية وأفريقية، مما يعزز المهارات المحلية في إدارة وتركيب التقنيات الشمسية الكهروضوئية المتطورة.
يؤكد تدشين هذا المشروع على التزام المعهد وشركائه بتعزيز حلول الطاقة المستدامة في المغرب وأفريقيا، ويعتبر فرصة فريدة لإثبات فاعلية حلول الطاقة الشمسية في السياق الأفريقي وتعزيز التعاون التقني بين المغرب وكوريا الجنوبية.
تأسس مركز الطاقة الخضراء في عام 2017 بالشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بمشاركة الملك محمد السادس. يضم المركز فريقا من الباحثين والمهندسين يتكون من 70 خبيرا، ويعمل على عدة مشروعات في مجالات الطاقة الشمسية الحرارية والكهروضوئية وتخزين الطاقة.
بينما يجري المركز بحوثا حول إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر مشروع تجريبي باسم (Power-to-X µPilot)، يتكون من وحدة تحليل كهربائي صغيرة بسعة 20 كيلوواط مرتبطة بألواح شمسية كهروضوئية. كما يعمل المركز أيضا على مشروع واعد لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون المستخدمة في السيارات الكهربائية، ويستند المشروع إلى المعادن المستخرجة من باطن الأرض في المملكة.
يركز المركز أيضا على تطوير تقنيات الألواح الشمسية، وهو المشروع الأول من نوعه في البحث العلمي بالمغرب وأفريقيا، حيث يستخدم تقنيات مثل الطائرات دون طيار لمراقبة كفاءة الألواح والتنبيه في حالة توقفها.