بعد توالي سنين الجفاف .. ارتفاع صاروخي لأثمنة زيت الزيتون

بعد توالي سنين الجفاف .. ارتفاع صاروخي لأثمنة زيت الزيتون

- ‎فياقتصاد, واجهة
زيت الزيتون
إكسبريس تيفي

تشهد أسعار زيت الزيتون في المغرب ارتفاعا متواصلا عاما بعد عام، نتيجة لتقلص المساحات الزراعية المزروعة بأشجار الزيتون بسبب الجفاف المستمر، وهو ما أدى إلى ارتفاع السعر بحوالي 20 درهما مقارنة بالعام الماضي. وحسب معاينة ميدانية قامت بها إكسبريس تيفي، لاحظنا أن سعر زيت الزيتون الجديد بلغ 120 درهما للتر الواحد، بينما وصل سعر الزيتون إلى 15 درهما للكيلوغرام.

وفي الأيام الأخيرة، بدأ الفلاحون والتجار في مناطق بني ملال وقلعة السراغنة والعطاوية وأزيلال بعرض منتجاتهم من زيت الزيتون. ويتراوح سعر الزيت بين 110 و120 درهما حسب المنطقة والجودة. وبالمقارنة مع أسعار العام الماضي، فإن الزيت المعصور من موسم سابق استقر عند حوالي 100 درهم، وهو سعر غير مسبوق، ويرجع هذا الارتفاع إلى انخفاض المساحات السقوية في منطقة حوض نهر أم الربيع، مما أدى إلى جفاف عشرات الهكتارات من أشجار الزيتون.

كما تساهم نوعية الزيتون في تحديد الأسعار المرتفعة، حيث إن الشحنات الأولية لا تكون ذات مردودية عالية. فإن قنطار الزيتون يمكن أن ينتج ما بين 9 و12 لترا فقط من الزيت. ويختلف سعر الزيتون أيضا حسب النوعية، فهناك الزيتون الرديء الذي يباع بأقل من 10 دراهم للكيلوغرام، وهو الزيتون الذي يسقط من الأشجار بفعل الرياح أو الأمطار، بينما الزيتون الذي يتم جنيه مباشرة من الشجر يبدأ سعره من 15 درهما فأكثر، حسب جودته.

ورغم تذمر المستهلكين من ارتفاع أسعار زيت الزيتون، إلا أن الفلاحين يعانون من أوضاع صعبة، حيث يواجه بعضهم تهديدات بالسجن بسبب لجوئهم إلى سرقة المياه لري محاصيلهم بعد توقف السلطات عن تزويدهم بمياه الري. وقد دفع الجفاف المستمر الكثير منهم إلى اليأس، خصوصا في منطقة قلعة السراغنة، حيث تم إعدام مساحات شاسعة من أشجار الزيتون.

ومع ذلك، فإن السلطات لا تزال تمنع الفلاحين من استخدام المياه المتاحة في قنوات الري التي تمر بالقرب من حقولهم، ما أجبر البعض على سرقتها رغم المخاطر القانونية، بينما اضطر آخرون إلى الاستسلام للوضع، ولجأوا إلى قطع أشجارهم وبيع أخشابها كحل اقتصادي أخير للتعامل مع آثار الجفاف.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *