في أعقاب مباحثاتهما، صرّح السيد بنسعيد، في مؤتمر صحفي، بأن الاتفاقيات الأخيرة التي وُقعت تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مجالات الثقافة والصناعات الإبداعية تجسد الأهمية الكبرى التي يوليها جلالته لهذه القطاعات كركيزة استراتيجية. هذه الاتفاقيات ليست سوى خطوة جديدة نحو تعزيز الشراكة الثقافية بين المغرب وفرنسا، في مسعى مشترك لدعم المجالات الحيوية التي تُعدّ أساسية للتحديث والإشعاع الثقافي لكلتا الدولتين.
وقد لفت السيد بنسعيد إلى التوجه الطموح الذي يقوده المغرب نحو الاستثمار في المهن الحديثة المرتبطة بصناعة الألعاب الإلكترونية، وهي صناعة عالمية يقدر حجمها بما يقارب 300 مليار دولار، مؤكدًا على “أهمية” أن يقتحم المغرب هذا المجال ليكون جزءًا من فاعليه. كما أعرب الوزير عن انفتاح البلدين على التعاون السينمائي، معلنًا عن مشاريع مرتقبة في مدينتي الداخلة وورزازات، بما يعزز مكانة هذه المدن كمنصات للإنتاج السينمائي المتميز.
ومن جانبها، أكدت السيدة داتي عمق أواصر الصداقة والثقة المتبادلة التي تجمع بين فرنسا والمغرب. وشددت على أهمية هذه الاتفاقيات التي ترمي إلى تعزيز التبادل الثقافي في مجالات التراث، السينما، الكتاب، والألعاب الإلكترونية. ومن بين أبرز المبادرات “مدينة الألعاب” التي سيتم إنشاؤها في الرباط، والتي تطمح إلى جعل المغرب فاعلًا رئيسيًا في صناعة الألعاب الإلكترونية.
وتشمل هذه الشراكة الطموحة استقطاب الخبرات المرموقة للمؤسسات الفرنسية، مثل المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة (CNC) ومدرسة ISART Digital، إلى جانب دعم مالي من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية. وفي هذا الصدد، أشارت السيدة داتي قائلة: “نحن نشترك مع المملكة في رؤية موحدة تؤمن بأن الصناعات الإبداعية تُعدّ رافدًا جوهريًا لتوفير فرص العمل والنمو، ولإطلاق الطاقات الكامنة لدى الشباب”، مُعرّجة على مشاريع طموحة أخرى تشمل التراث والفرنكوفونية، مثل “مدينة الإنتاج السينمائي الدولية” في ورزازات وإطلاق برامج إقامات للفنانين المغاربة في فرنسا.
وتأتي هذه المبادرات لتعزيز التنوع الثقافي وترسيخ الحوار الحضاري بين البلدين، في تجسيد لرغبة مشتركة في بناء مستقبل ثقافي مشترك يسهم في دعم الابتكار ويعزز تطلعات الأجيال الجديدة.