إلياس ديلالي
سلط تقرير حديث صادر عن “أوتوموتيف لوجستيك” الضوء على التزام المغرب المستدام في مجال صناعة السيارات، مشيرًا إلى تحقيقه إنجازًا تاريخيًا كأكبر مصدر للسيارات إلى الاتحاد الأوروبي، متفوقًا على دول رائدة مثل الصين واليابان منذ العام الماضي.
كما رصد التقرير ارتفاعًا ملحوظًا في صادرات المغرب من السيارات إلى الاتحاد الأوروبي، حيث وصلت قيمتها إلى 15.1 مليار يورو، محققة نموًا يقارب 30% مقارنة بالعام الماضي. ويشير التقرير أيضًا إلى أن تونس والجزائر ومصر يعتزمون اتباع خطوات المغرب لتطوير قدراتهم التصنيعية، حيث استطاع المغرب استغلال موارده وإمكاناته بشكل أفضل.
ويعزز قرب المغرب الجغرافي من أوروبا، بحسب ما يضيفه التقرير، مكانته كمركز لتجميع السيارات، إذ تصدر حوالي 80% من السيارات المنتجة محليًا إلى السوق الأوروبية. وتشير التوقعات إلى زيادة الإنتاج ليصل إلى مليون وحدة بحلول عام 2025.
علاوة على ذلك، أكد التقرير على الدور المحوري لميناء طنجة المتوسط، الذي يُعتبر ركيزة أساسية لصناعة السيارات في البلاد، حيث تم إدارة لوجستيات 578.500 سيارة في عام 2023، مع تسجيل زيادة بنسبة 21% مقارنة بالعام السابق، مما يعكس قدرة الميناء على استيعاب النمو التجاري.
فيما أشار التقرير إلى مرحلة جديدة من تطور صناعة السيارات في المغرب، مع تركيز متزايد على تطوير بطاريات السيارات الكهربائية، مما يعكس طموح المملكة في تكرار نجاحها في هذا القطاع المتنامي.
كما أن الحكومة المغربية تواصل تعزيز بيئة الأعمال لجذب المزيد من الاستثمارات في قطاع صناعة السيارات، على سبيل المثال، تم إنشاء مناطق صناعية خاصة مثل “مدينة السيارات” في القنيطرة، التي توفر تسهيلات مخصصة للمستثمرين، مما ساعد شركات عالمية مثل “رونو” و”بيجو” على إنشاء مصانعها في المغرب، حيث أن هذه المبادرات أدت إلى توفير آلاف الوظائف وتعزيز الاقتصاد المحلي.
هذا ودون أن نغفل الإزدهار الذي يشهده المغرب في تطوير التقنيات الخضراء في صناعة السيارات، مثل إنتاج السيارات الكهربائية والهجينة، شركات مثل “رونو” أعلنت عن خطط لتوسيع إنتاجها من السيارات الكهربائية في المغرب، مما يساهم في تحقيق أهداف المملكة في مجال الطاقة المتجددة وتقليل انبعاثات الكربون. هذه الخطوات تعكس التزام المغرب بالتحول نحو اقتصاد أكثر استدامة، مما يعزز من موقعه كمركز رائد في الصناعة الحديثة.
