في عالم يتسارع فيه التغيير الاقتصادي والتكنولوجي، أصبح تعزيز العلاقات الدولية ضرورة استراتيجية لا غنى عنها لضمان التنمية المستدامة والاستقرار الأمني والاجتماعي. ومن بين الأدوات التي أصبحت حاسمة في السياسة الخارجية للدول، تبرز الدبلوماسية الاقتصادية كقوة مؤثرة، إذ تجمع بين القوة السياسية والقدرة الاقتصادية في تنسيق متكامل. تُعد الدبلوماسية الاقتصادية اليوم محركًا رئيسيًا في السياسة الخارجية، ليس فقط لتعزيز النمو الداخلي، ولكن أيضًا لفتح آفاق جديدة من التعاون الدولي وجذب الاستثمارات الأجنبية.
من البديهي أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية تُعد هدفًا أساسيًا لجميع الدول من أجل ضمان حياة كريمة لمواطنيها وحمايتهم اجتماعيًا. إن كل دولة تسعى إلى تقوية اقتصادها تكتسب، في الوقت نفسه، مكانة سياسية أقوى، مما يتيح لها تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع حلفاء استراتيجيين ويُسهم في جذب المزيد من الاستثمارات. والمغرب، بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي كبوابة تربط بين إفريقيا وأوروبا، تبنَّى سياسة دبلوماسية اقتصادية تسعى إلى تحقيق هذا الهدف. منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي، عمل المغرب على تعزيز تواجده في الأسواق الدولية، وأبرم العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مع الدول الإفريقية في إطار استراتيجية “رابح-رابح” التي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك وتحقيق المنافع المتبادلة.
من خلال هذه السياسة، نجح المغرب في كسب حلفاء جدد، لاسيما في قضية الوحدة الترابية، حيث دعمت العديد من الدول مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب كحل عقلاني للصراع حول الصحراء. وهذا التوجه يعكس دور الدبلوماسية الاقتصادية في بناء علاقات سياسية استراتيجية، حيث يتمازج الاقتصاد مع السياسة لتحقيق أهداف أكبر، ومنها تعزيز الحضور المغربي على الساحة الدولية.
ولا يمكن للدبلوماسية الاقتصادية أن تؤتي ثمارها في تقوية العلاقات السياسية وجذب الاستثمارات دون توافر كفاءات مغربية مؤهلة ومؤسسات اقتصادية قوية. من خلال بعثات تجارية رفيعة المستوى ووجود فاعلين اقتصاديين، استطاع المغرب أن يحقق مكاسب كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي، مما عزز مكانته الدولية، خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
في السنوات الأخيرة، جسّد الملك محمد السادس هذا التوجه الاستراتيجي من خلال زياراته إلى أكثر من 30 دولة إفريقية، حيث كان يحرص على اصطحاب بعثات اقتصادية تضم رجال أعمال ومديري بنوك ورؤساء شركات كبرى. هذه الزيارات لم تكن مجرد مناسبات بروتوكولية، بل كانت جزءًا من استراتيجية مدروسة تهدف إلى تعميق التعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية وجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما يعكس نجاح المغرب في استخدام الدبلوماسية الاقتصادية كأداة فعالة على الساحة الإفريقية والدولية.
إن الدبلوماسية الاقتصادية في المغرب، بتوجهاتها الاستراتيجية والعملية، أثبتت قدرتها على خلق علاقات قوية ومستدامة مع دول العالم، مما يعكس أهمية هذه السياسة في تحقيق التنمية وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي.
أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم، حسب بنك المغرب، ليوم الخميس 12 دجنبر 1 أورو…
متابعة استقبل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الخميس بالرباط، يائيل برون-بيفي، رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية،…
متابعة سلط عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجيستيك، الضوء على استعدادات المملكة لتنظيم نهائيات كأس…
ينظم المغرب رسميا نهائيات كأس العالم لكرة القدم "مونديال 2030"، بشراكة مع إسبانيا والبرتغال. أعلن جياني إينفانتينو،…
إكسربيس تيفي أعلن وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور اعتزام بلاده تأسيس صناعة القطارات وبطاريات…
متابعة تمكن الدولي المغربي أسامة الصحراوي، من قيادة فريقه ليل الفرنسي لكرة القدم، إلى تحقيق…