متابعة
بقلم : الزوبير بوحوت
تعتبر مراكش من أبرز معالم السياحة المغربية، حيث تتفوق كوجهة مثالية للاحتفالات بنهاية السنة الميلادية ، إذ تستقطب مئات الٱلاف من الزوار سنويًا بحثًا عن تجربة فريدة من نوعها. وتجمع المدينة بين التقاليد العريقة والمناظر الطبيعية الخلابة، لتوفر أجواء ساحرة، مع أسواقها النابضة بالحياة، وفنادقها الراقية. كما أن مناخها المعتدل في فصل الشتاء يوفر فرصة للإبتعاد من قساوة الشتاء الأوروبي، مع الاستمتاع بعروض ثقافية ودواقية غنية.
علاوة على ذلك، تتحول مراكش إلى مركز للاحتفالات و إقامة الليالي الفاخرة، مع تنضيم أنشطة موجهة للأطفال والكبار على حد سواء. كما تعد مراكش نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف مناظر جبال الأطلس العليا، والواحات، والبساتين، مما يجعلها وجهة لا غنى عنها خلال فترات الأعياد.
ومع ذلك، لا تقتصر مراكش على كونها وجهة مفضلة خلال فترات الأعياد فقط، بل تظل واحدة من الوجهات البارزة طوال العام. ففي عام 2024، سجلت المدينة أداءً سياحيًا استثنائيًا، إذ يستقبل مطار مراكش-منارة أكثر من 10 ملايين مسافر، وتحقق المدينة أكثر من 10 ملايين ليلة فندقية (12 مليونًا بالنسبة لجهة مراكش اسفي)، كما تصل نسبة ملأ غرف الفنادق إلى 72٪، مع أرقام ممتازة للنوادي الفندقية تصل إلى 90٪، و78٪ للفنادق 4 نجوم، و75٪ للفنادق 5 نجوم، و70٪ للفنادق الفاخرة.
و تؤكد هذه المؤشرات على الجاذبية المتزايدة للمدينة، التي تواصل جذب الزوار من جميع أنحاء العالم بفضل مناخها المشمس، وثقافتها الغنية، وفعالياتها المتعددة. وبذلك تبرز مراكش كركيزة للسياحة العالمية، وتلعب دورًا استراتيجيًا في تطوير النشاط السياحي في مجموعة من الوجهات وخاصة لأقاليم جهة مراكش بالإضافة إلى اقاليم جهة درعة-تافيلالت، التي لا تزال تعاني من كساد غير مسبوق رغم إمكانياتها المتميزة.
مراكش: وجهة سياحية استثنائية.
تتمتع مراكش بموقع متميز كوجهة سياحية بارزة على مدار العام، بفضل مناخها المشمس، وقدرتها الاستيعابية الفائقة، وروابطها الجوية والبرية الممتازة إد تمنح هذه المزايا الاستراتيجية لمنطقة مراكش-آسفي مكانة مرموقة في السياحة الوطنية، مما يجعلها واحدة من أكثر الوجهات طلبا على الصعيد العالمي. كما تتوفر مراكش على ما يقارب من 30 ٪ من قدرة الإيواء في المغرب، و تستحود على حوالي 35٪ من الليالي المسجلة في المنشآت المصنفة.و تقدم مراكش تنوعًا واسعًا من الخيارات، من الفنادق الفاخرة إلى الرياضات التقليدية والمٱوي القروية ، لتلبية احتياجات مختلف أنواع السياح.
مراكش، المدينة الساحرة.
تُعد مراكش من أجمل المدن المغربية، كما تحتل مكانة مرموقة كوجهة سياحية دات صيت عالمي.فمراكش عبر المدينة القديمة المدرجة ضمن التراث العالمي لليونسكو، تدعو الزوار إلى رحلة عبر الزمن، من خلال شوارعها النابضة بالحياة، وأسواقها المتنوعة، وقصورها الشهيرة مثل قصر الباهية وقصر البديع. وتعد المعالم التاريخية مثل جامع الكتبية، ومدرسة بن يوسف، أو مقابر السعديين، من أبرز الشواهد على تاريخ المدينة العريق.كما ان ساحة جامع الفناء، التي تعد قلب مراكش النابض، تأسر الزوار بأجوائها الفريدة وعروضها الحية.
الحدائق الساحرة لمراكش.
تشتهر مراكش أيضًا بحدائقها الرائعة التي توفر واحة من الهدوء والانتعاش وسط المدينة المزدحمة، حيث تقدم حدائق المنارة وحدائق أكدال مناظر خضراء مثالية للاسترخاء والتجوال. أما حدائق ماجوريل، فهي تجذب الزوار بألوانها الزاهية والنباتات الاستوائية المدهشة.
واحات نخيل مراكش.
تقع هذه الواحة في أطراف المدينة، وتغطي نحو 13,000 هكتار، حيث تضم أكثر من 100,000 شجرة نخيل، وتعتبر بمثابة واحة خصبة تقدم تناقضًا لافتًا مع حيوية المدينة القديمة. وتوفر الواحة مجموعة من الأنشطة للزوار، مثل التنزه في حدائقها المورقة، أو ركوب الجمال و العربات التقليدية، أو حتى المغامرات عبر الرمال في السيارات الرباعية الدفع او الدراجات النارية الرياضية.
صحراء أكافاي.
تعد مراكش نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف صحراء أكافاي، التي تقع على بعد 30 كيلومترًا فقط جنوب غرب المدينة. ويقدم هذا الموقع الفريد منظرًا ساحرًا من الكثبان الذهبية، والجبال الجافة، والسهول الواسعة، حيث يمكن للزوار التمتع بتجارب لا تُنسى، مثل ركوب الجمال، والرحلات بالسيارات الرباعية الدفع أو الدراجات الجبلية. ويعد غروب الشمس لحظة سحرية للزوار الدين بامكانهم قضاء الليل في خيام بربرية تقليدية أو في نزل فاخرة مع الراحة والطعام التقليدي المحلي.
سد لالة تكركوست.
يقع على بعد 40 كيلومترًا فقط جنوب غرب مراكش، ويعد كوجهة مثالية للباحثين عن الاسترخاء والمغامرة على حد سواء.كما يمكن لمحبي الرياضات المائية الاستمتاع بمياهه الهادئة، بينما يمكن لمحبي الطبيعة استكشاف المسارات المحيطة والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
مراكش: وجهة سياحية متميزة بفضل التضاهرات الدولية
تعد مراكش، الركيزة الحقيقية للسياحة المغربية و أبرز وجهة سياحية بفضل ارتباطاتها الجوية والبرية المتطورة وخاصة بفضل مطار مراكش المنارة الذي يشهد توسعاً كبيراً لاستقبال التدفق المتزايد للمسافرين، بما في ذلك أولئك المتوقع وصولهم للمشاركة في كأس العالم 2030.فبفضل طاقتها الاستيعابية التي تفوق 80 الف سرير، موزعة بين دور الضيافة و الرياضات إلى الفنادق الفاخرة مروراً بالمؤسسات المناسبة لجميع الميزانيات، تستقبل المدينة كل عام ملايين السياح من جميع أنحاء العالم، حيث يُغرمون بحسن الضيافة والعروض المتنوعة. وفي الوقت ذاته، تؤكد مراكش مكانتها كوجهة أساسية للفعاليات و المؤتمرات الدولية، حيث نظمت أحداثاً مرموقة مثل المؤتمر التأسيسي لمنظمة التجارة العالمية في بداية تسعينات القرن الماضي الاجتماعات السنوية لصندوق، ومؤتمر المناخ COP 22، بالإضافة للاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي في اكتوبر 2023.
كما يتم المهرجان الدولي للفيلم الذي يجذب كل عام كبار نجوم الفن السابع، وهو ما يعزز مكانة مراكش كملتقى عالمي يجمع بين التقليد والحداثة والتميز في الضيافة.
مطار مراكش-المنارة: توسع مستمر خدمة للسياحة وطيران الاعمال
يعد مطار مراكش-منارة، الذي يقع على بعد 6 كيلومترات فقط من وسط المدينة، نقطة دخول استراتيجية للمسافرين الدوليين. يحتوي المطار على محطتين ويضم مرافق حديثة تشمل متاجر ومطاعم وخدمات تأجير السيارات. في عام 2020، تم افتتاح صالة لكبار الشخصيات بمساحة 3000 متر مربع، مما جذب الطيران الاعمال. وفي إطار استعدادات المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2030، تقوم الدولة بعملية توسيع كبيرة لزيادة طاقته الاستيعابية من 9 ملايين مسافر في عام 2024 إلى 14.3 مليون مسافر بحلول عام 2030، مما يدعم التطور السياحي في مراكش.
وفي عام 2024، شهدت حركة الطيران تقدماً ملحوظاً، حيث تم تسجيل 60,119 رحلة (+25.7%) و9,274,389 راكباً (+34.9%) مقارنة بعام 2023،حيث تظل الأسواق الرئيسية هي فرنسا، المملكة المتحدة، وإسبانيا. كما تمثل شركات طيران مثل رايان إير، إيزي جيت، ترانسافيا والخطوط الملكية المغربية 71% من الرحلات، مما يعكس أهمية هذه الشركات في خدمة هذه الوجهة.
أداء السياحة في مراكش حتى نهاية نوفمبر 2024: الوافدين، الليالي والأسواق
تواصل مراكش ديناميكيتها الإيجابية مع زيادة بنسبة 9% في عدد الوافدين، حيث بلغ عدد الزوار 2,902,795 بنهاية نوفمبر 2024، كما ترافق هذه الزيادة، ارتفاع بنسبة 12% في عدد الليالي، ليصل الإجمالي إلى 9,295,401، مما يدل على مرونة الوجهة، المدعومة بجاذبية قوية من الأسواق الدولية وسياحة داخلية متينة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات، خاصة في جذب مزيد من الزوار الأمريكيين وتشجيع المقيمين المغاربة على تمديد إقاماتهم. على الرغم من أن المعدل المرتفع لنسب ملأ الغرف يعد مؤشراً إيجابياً، إلا أنه من الضروري الحفاظ على هذا الاتجاه من خلال تنويع الأسواق المصدرة، وتعزيز جاذبية الإقامات الطويلة وتقليص الاعتماد على الأسواق التقليدية.
السياحة الداخلية في المرتبة الأولى بالنسبة للوافدين
تحتل السياحة الداخلية المرتبة الأولى في عدد الوافدين بنسبة 28% من إجمالي الزوار. ورغم انخفاض عددهم بنسبة 3% مقارنة بعام 2023، إلا أنهم يشكلون دعامة أساسية للسياحة…