شهدت ربوع المملكة المغربية مؤشرات إيجابية على مستوى القطاع الفلاحي بفضل التساقطات المطرية الأخيرة، التي ساهمت في تحسين الغطاء النباتي ودعم الزراعة بشكل عام، وعلى الرغم من استمرار تأثير سنوات الجفاف السابقة، إلا أن هذه التساقطات أعادت للأمل نوره في تحقيق تعافي تدريجي للقطاع الحيوي الذي يشكل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.
وفي ظل تسجيل زيادة ملحوظة في معدلات الأمطار منذ بداية السنة الجارية، بدأت الآثار الإيجابية تظهر على الأراضي الفلاحية، حيث شهدت الحقول تحسنا واضحا في حالة المحاصيل والنباتات، ومع ذلك، لا تزال الجهود مستمرة لتدارك العجز الذي تراكم خلال السنوات الماضية نتيجة الجفاف المستمر.
هذه السنة أي 2025 هي بمثابة نقطة تحول نسبية في الظروف المناخية مقارنة بالسنة الماضية، حيث عانت المملكة في 2024 من ظروف جوية قاسية تمثلت في نقص حاد في هطول الأمطار وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة حتى خلال فصل الشتاء، لكن مع دخول العام الجديد، بدأت المؤشرات تشير إلى تحسن ملموس، مما يعكس انفراجة محتملة قد تساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتخفيف الضغط على الموارد المائية.
وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن منصة “الما ديالنا” التابعة لوزارة التجهيز والماء، تم تسجيل كميات مهمة من التساقطات المطرية خلال شهر يناير 2025، وفي هذا السياق، بلغت كمية الأمطار المسجلة في محطة “النواصر” بمنطقة الشاوية حوالي 30.4 مليمتر، وهو رقم يتجاوز بكثير ما تم تسجيله خلال نفس الفترة من العام الماضي، والذي لم يتعدى 11.7 مليمتر.
بهذا التحسن النسبي، يأمل الفلاحون والمختصون في القطاع الفلاحي أن تكون هذه البداية خطوة أولى نحو استعادة التوازن البيئي واستدامة الموارد الطبيعية، بما يضمن تحقيق التنمية الزراعية المنشودة وتحقيق المزيد من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للمملكة.