المغرب بوابة تفكيك الصراع التجاري الأوروبي الأمريكي

المغرب بوابة تفكيك الصراع التجاري الأوروبي الأمريكي

- ‎فياقتصاد, دولي, واجهة
المغرب بوابة تفكيك الصراع التجاري الأوروبي الأمريكي
إكسبريس تيفي

متابعة

تشكل الزيادات الأخيرة في الرسوم الجمركية التي أصدرها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مصدرا للقلق بالنسبة للشركات المصدرة، خاصة تلك المتواجدة في الاتحاد الأوروبي وإسبانيا، حيث قد يؤدي فرض شروط أكثر صرامة على هذه الشركات إلى زيادة في الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية الداخلة إلى أوروبا. 

رغم أنه من المبكر للغاية القول إن التدابير المعلنة قد لا تتحقق في نهاية المطاف، بالنظر إلى تعليق الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا، فإن قرارات ترامب دفعت الشركات المصدرة إلى التفكير في السبل الممكنة لمحاولة التخفيف من الآثار السلبية التي قد يخلفها تنفيذ هذه التدابير على حسابات الأرباح.

ويعد المغرب من بين الخيارات المتاحة التي يمكن أن تخفف من الأضرار التي يتوقع أن تتعرض لها الشركات الأوروبية، حيث يربط المغرب علاقات وثيقة للغاية مع الولايات المتحدة، وهو ما تأكد خلال رئاسة دونالد ترامب الأولى، كما يعد المغرب أيضًا شريكًا استراتيجيًا للاتحاد الأوروبي، وتربطه به علاقات تجارية قوية وتعاون أمني وثيق.

على الصعيد الاقتصادي، تنعكس العلاقة الخاصة التي تربط المغرب بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشكل رئيسي في اتفاقيتين: الاتفاق الأورومتوسطي الذي يربط الاتحاد الأوروبي من جهة، والمملكة المغربية من جهة أخرى، والذي تم توقيعه في فبراير 1996 ودخل حيز التنفيذ في مارس 2000 ، واتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمغرب والتي تم توقيعها في يونيو 2004 ودخلت حيز التنفيذ في يناير 2006.

واقترحت منابر إعلامية إسبانية إنشاء مناطق تجارة حرة للسلع بشكل عام بين المغرب والاتحاد الأوروبي من جهة، والمغرب والولايات المتحدة من جهة أخرى، مع إعفاءات جمركية مقابلة وتبسيط الإجراءات فيما يتعلق بمجموعة واسعة للغاية من السلع.

وبالتالي، فإن السلع التي تنتجها أو تعالجها شركة مغربية تابعة لشركة أوروبية، ستستفيد من الإعفاءات الجمركية المنصوص عليها في اتفاقية التجارة الحرة عند الوصول إلى السوق الأمريكية الشمالية، والعكس صحيح، حيث يمكن للشركات الأمريكية الشمالية أيضا أن تتمتع بامتياز الوصول إلى السوق الأوروبية من خلال تأسيسها في المغرب. وبهذه الطريقة، فإن التثليث عبر المغرب قد يسمح بالوصول بشكل أفضل إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية مقارنة بالتصدير المباشر من وجهة نظر التعريفة الجمركية.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه هذه العملية إلا أن الشركات الأوروبية التي لديها حجم كبير من الصادرات إلى الولايات المتحدة (والعكس صحيح بالنسبة للشركات الأميركية التي لديها حجم كبير من الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي)، يمكنها الاستفادة من العبور عبر المغرب الذي يتوفر على مزايا عديدة مثل قربه الجغرافي، والبنية التحتية القوية للموانئ، خاصة طنجة المتوسط والتزام الحكومة بتعزيز الاستثمار الأجنبي .

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *