محمد الوفا؛ رحمة الله عليه؛ الوزير السابق؛ السياسي و الديبلوماسي المغربي الفريد من نوعه؛ و الذي لا يمكن الحديث عن المسار السياسي المغربي دون ذكره و بقوة.
محمد الوفا؛ ظاهرة إنسانية و شخصية سياسية مغربية حري بمن يشتغلون في ميدان العلاقات السياسية دراستها بخلفية سوسيولوجية و سيكولوجية و لم لا تدريسها في الدراسات العليا كأنموذج لرجل مغربي سياسي أصيل.
ليس مجانيا أن خلفت وفاة هذا الرجل الفريد استياءا و حزنا لدى أغلبية السياسيين و المواطنين المغاربة الذين تعاملوا معه عن قرب.
محمد الوفا؛ سياسي شغل منصب وزير التربية الوطنية في حكومة بنكيران بين 13 يناير 2012 و 10 أكتوبر 2013؛ قرر حزب الاستقلال توقيفه من مهامه الحزبية في يوليو 2013 لعدم خضوعه لقرار الحزب تحت قيادة حميد شباط.
ثم شغل منصب وزير منتدب مكلف بالشؤون العامة و الحكامة في حكومة بن كيران الثانية.
عندما شغل الرجل منصب وزير التربية الوطنية دخل الكثير من المسؤولين على القطاع في صراع معه؛ و كان بسبب؛ كما يقال؛ وقوفه سدا منيعا ضد حساباتهم الضيقة و الشخصية.
خلال ولاية الرجل على قطاع التعليم؛ الكل شهد له بعمله الدؤوب و الفعلي في الميدان؛ حيث كان يترك مكتبه المكيف جانبا و يشمر على ساعديه و يقوم بزيارات مترددة على المؤسسات التعليمية حتى النائية منها.
خلال ولايته؛ على نفس القطاع؛ الكل شهد له بالتدبير الشفاف لكل العمليات القطاعية؛ من حركات انتقالية إلى نقط المترشحين في جميع مبارات التعليم التي كانت تنشر؛ في عهده؛ بكل وضوح و نزاهة.
محمد الوفا؛ هذه الشخصية المعروفة بعفويتها و تفاعلها الإيجابي مع الناس؛ لن تمر دون انتقادات؛ إلا أن الرجل كان يحظى بمحبة غير مفهومة لدى الكثير من الناس.
على الأقل؛ أو هو مهم جدا؛ أن تواصل الرجل جميع الفئات و آلياته الحوارية كانت فعالة و مثمرة. حاور النقابات و التنسيقيات و التنظميات و المواطنين بكل تجرد و عفوية فريدة. كان رجل حوار بامتياز و منفتحا غير ذي البعد الواحد بتعبير الفيلسوف ماركوز.
رحم الله؛ محمد الوفا؛ و ألهم أسرته الصغيرة و الكبيرة الصبر و السلوان.
خالد بوخش