بقلم: نجيبة جلال
دائما ماتهدف القوى الصاعدة إلى الحصول على موقع أكثر قوة أو دور أكبر في العلاقات أو الممارسات التي تقوم بها في شتى الميادين إما إقليميًا ضمن المنطقة التي تقع بها الدولة أو عالميًا.
لذلك دائما ما تعمل القوى الصاعدة على البحث عن موارد كافية ومستويات عالية من التطور بغية التمكن من الوصول إلى تلك الأهداف، كونها قوى صاعدة يجعلها تدرك أنها تحتاج تسييرا وتدبيرا وكفاءات تمتلك الخبرة والحكمة والرزانة العالية في الحكامة الديبلوماسية والسياسية والأهم من كل هذا أنها تعي جيدا حاجتها إلى تعبئة قياديين يتسمون بالبسالة، وجينات تحمل كل هذه الصفات المذكورة كي لا تكون قوة صاعدة مهتزة يستطيع الدركي المهيمن أن يغير أهدافها “ببضع دراهم” طبعا بعد أن يكون قد فشل مع هذه القوى عبر مفاوضات أو حرب باردة أو حتى حرب علنية.
القوى الصاعدة تؤمن وتُدرك تماما بأن مطالبها وأهدافها ستواجه دركيا يؤمن بالهيمنة وإخضاع الغير والسيطرة عليه لأنه بعد طول مدة الهيمنة، يحسب نفسه هو رجل القرار الوحيد الأوحد الذي يحمي مصالح قطاع ما، ولن ينهج إلا لسياسات قمعية لأنه يؤمن أن ذلك ضروري للحفاظ على “مصالح قياداته” و “إستمرار تغوله وبقائه في الساحة الوطنية أو الدولية كرسول منزل” لا يجب معارضته والكل ملزوم بالاكتفاء بالسمع والطاعة له.
لكن القوى الصاعدة تنجح في مواجهة الدركي لأنها تستعمل نظرية الواقعية الجديدة أو الواقعية البنيوية فهي الطريقة الوحيدة والصحيحة التي سوف تجعل مطالب هذه القوة “حلال ومشروعة” أمام من يوزعون “صكوك الغفران”.