إكسبريس تيفي /
احتفالا بالذكرى 71 على تأسيس مسرح البدوي، وتزامنا مع احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش المجيد، وتحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، وبتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس، وبتنسيق مع المجلس البلدي لإيفران، احتضنت مدينة إيفران، وعلى مدى خمسة أيام (من 19 حتى 23 يوليوز الجاري)، فعاليات الدورة 43 من مهرجان مسرح البدوي بإيفران، عاشت خلاله هذه المدينة الجبلية أجواء استثنائية، امتزج فيها الثقافي والفني بالروحي والفلكلوري.
وتميز حفل الافتتاح، الذي احتضنته قاعة المناظرات، بلوحات فلكلورية أمازيغية أطلسية، ووصلة من الأمداح النبوية، بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة، فضلا عن تكريم الفنان المسرحي مولاي أحمد العود، خريج مركز تكوين الممثل، التابع لمسرح البدوي في سبعينات القرن الماضي.
وفي كلمة لها بالمناسبة، أكدت الأستاذة حسناء البدوي، رئيسة المهرجان، على أن هذا المهرجان أصبح تقليدا سنويا، وموعدا قارا في برامج مسرح البدوي. وبفضل استمراريته لما يزيد عن أربعة عقود، بات يشكل جزءا مهما من التراث اللامادي الوطني.
وأضافت الأستاذة حسناء البدوي، في كلمتها، أن نجاح هذا المهرجان، وإشعاعه طيلة هذه السنوات، يؤهله ويدفعه إلى فتح باب العالمية، من خلال استضافة بعض التجارب العربية والعالمية.
وضربت رئيسة المهرجان موعدا في السنة المقبلة، آملة أن يرتقي الدعم المرصود لهذه التظاهرة الفنية والمسرحية إلى مستوى الطموحات والتطلعات.
وانطلقت العروض الرسمية للمهرجان يوم الخميس 20 يوليوز، بمسرحية حكمة الأجداد، والتي خصصت لأطفال المدينة وزوارها، ولاسيما رواد المخيمات الصيفية، في حين قدمت مسرحية في انتظار القطار للعموم.
وشهد يوم الجمعة ندوة فكرية تحت عنوان، التراث اللامادي المغربي، مسرح البدوي نموذجا، أدارها الإعلامي إبراهيم العماري، وشارك فيها الدكتور عبد الجليل هنوش، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، والذي تمحورت مداخلته حول التراث والنهوض الثقافي، الرؤية الوصلية، والدكتور عبد الجليل جودات، أستاذ العلوم الشرعية، ورئيس المنظمة المغربية لحماية ورعاية الطفولة، ومدير المركز الدولي لدراسة المخطوط، وكانت مداخلته بعنوان، التراث المغربي بين الماضي والحاضر، مسرح البدوي نموذجا، والأستاذة كريمة البدوي، المديرة الفنية لمهرجان مسرح البدوي بإيفران، وكانت مداخلتها تحت عنوان، مسرح البدوي، تراث لامادي وطني، ورهان صيانة الذاكرة، فضلا عن معرض توثيقي فوتوغرافي طيلة أيام المهرجان، تحت عنوان “الكلمة لا تموت”، تضمن أبرز مقالات وكتابات الراحل الأستاذ عبد القادر البدوي، مؤسس المهرجان، بمختلف وسائل الإعلام المغربية والعربية.
وعلى غرار الدورات السابقة، عاشت مدينة إيفران طيلة أيام المهرجان أجواء رائعة، تفاعلت ساكنة المدينة وزوارها ومصطافيها مع العروض المسرحية ومختلف أنشطة المهرجان.
وتبقى أبرز لحظات هذه الدورة، هي حضور العديد من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ولاسيما من كندا وألمانيا وهولندا، فضلا عن العديد من الأسر المغربية، التي أصبحت تلائم مواقيت عطلتها السنوية مع موعد هذا المهرجان.