إكسبريس تيفي /نجيبة جلال :
و نحن نستشرف إحتفالات عيد العرش، نشهد تساقط أوراق الطوابرية ، واحدة تلو الأخرى و نوثق معهم نهاية عالم ” القوالب و البلطجة” التي مارسوها ضد الوطن…
إن أقسى الطعنات للوطن هي تلك التي تأتي من رجالها. فهي أقبح و أبشع الخيانات، لعنتها الشرائع السماوية كما أدانتها القوانين الأرضية. و كما جاء على لسان سعيد النجار “كفى بالخائن إثما أنه ابتاع دنياه بسوء السيرة وآخرته بغضب الرحمن”.
و لكنه القدر، فالتاريخ لا و لن يرحم من يفرط أو يخون، لذلك ظهرت شارة النهاية لقصة ” ورثة بنعرفة”، لنشهد إنتصار الخير علىً الشر و نضحك من سذاجتهم و حقدهم الغبي، فوثقوا في عالمهم الكرتوني و هاهم اليوم يقعون في شر أعمالهم بعد أن إنكشفت ألاعيبهم للعلن.
و ليس في الأمر من صدفة، لأن خط نهاية الخائن دائما مرير، و غالبا ما تكون نهايته على يد من يستفيد من خيانته لوطنه..فحتى ذاك الذي يسخره كعميل لا يمكن أن يثق في خائن بني جلدته، و يقضي عليه حالما تنتهي الحاجة أو تحرق ورقته!!
فهل يعرف ” الطوابرية” حكاية “الطائر الخائن لبني جنسه؟ ”
إليكم هذه الحكاية..
كان يا ما كان في غابر الأزمان، قرية جمعت بين صديقين قروي و طبيب وافد من المدينة. و ذات يوم إجتمع الصديقان لتناول وجبة الغذاء في بيت الطبيب.
و طول وجبة الغذاء، ظل القروي مستغربا من طير حجل رافق صديقه الطبيب طوال الوقت، جالسا في حضنه، لا يأكل حتى يأكل الطير معه…فسأل القروي صديقه عن سر الصداقة مع هذا الطائر الجميل الذي لم يتحرك قط من حجره… فأجابه هذا الأخير، لنذهب إلى الصيد كي تعرف سبب تعلقي و حبي لهذا الكائن الصغير و اصطحب صديقه القروي إلى مكان مرتفع للصيد.
و ما أن وضع الطبيب الطير على تلة مرتفعة حتى أطلق هذا الأخير صيحات متتالية، جعلت طيور الحجل تستجيب لندائه و تأتي قربه.
حينها، أخرج الطبيب بندقيته و اصطاد الكثير من طيور الحجل ، التي أتت إلى حتفها حين لبت نداء طائر مثلها!
فقال الطبيب لصديقه القروي: هل فهمت الآن سبب إهتمامي بهذا الطائر؟
فأجابه القروي : هلا بعتني إياه صديقي مقابل ما تريد من مال… قبل الطبيب، و أخذ القروي طائر الحجل عازما أن يجربه في الحال….
فوضع القروي الطير على نفس التلة، و ما أن بدأ هذا الاخير في إطلاق الصيحات، و بدأ سرب من الطير يستجيب حتى صوب القروي بندقيته نحو طيره الصياد و قتله.
و إلتفت إلى صديقه الطبيب قائلا: هذا الطير يجب أن يموت، لأنه مكنك و لا زال من قتل أبناء جلدته، فموته خير من حياته حفظا للآخرين…
نهاية الطائر الخائن هي نهاية ” الطوابرية” على يد أولياء نعمتهم، فهاهم اليوم، بعد أن استنفذوا جميع الحيل للضرب في الوطن، و انتهت كل مساطر الطعن القضائي التي كانت مطيتهم لتوجيه الإتهامات للمغرب، علم من يحركهم أن هؤلاء لم يبقى لهم أي دور أو حيلةً قد يستعملونها ضد المملكة، و لإنهاء سلسلة ” شكوك الخيانة التي تحوم حولهم و تأكيدها للعلن، قاموا بالتقدم مباشرة بطلب العفو الملكي لهم نيابة عنهم…
الطوابرية بغبائهم ظنوا أن في هذه الخطوة إنتصار لقضيتهم و مكافأة من الجهات التي تحرضهم، في حين أن هذه الخطوة هي ” إعتراف رسمي بخيانتهم”.. بل و اعتراف يدينهم من طرف من ظنوا أنهم يقدمون لهم جناح الحماية..
هذه الخطوة، هي شارة نهاية قصة نضال مزيف يعلن فيها ” حماة الطوابرية” أنهم يرفعون يدهم عن هذه الملفات….و يعطون بالتحديد خطوط دائرة الخونة.