من يستحق شرف التربع على عرش المعارضة؟

من يستحق شرف التربع على عرش المعارضة؟

- ‎فيواجهة, شن طن
0
img 1691437171756
إكسبريس تيفي

 

إكسبريس تيفي / نجيبة جلال ✍️:

 

حق المعارضة هو حق الشخص في أن يكون له رأي يخالف رأي الأخرين، حق تضمنه جميع الدساتير و قبل ذلك يضمنه قانون السماء…

و لكن، ما لا يعرفه ” أشباه المعارضين” الذين ابتلينا بهم في هذه الرقعة الجغرافية الكريمة و في هذا الزمن هو
أن للمعارضة ضوابط دستورية وضوابط أخلاقية، وهي قواعد لم يلتزم بها من يصنفون أنفسهم “معارضة” مغربية اليوم!

طبعا، لا يمكن للمعارضة أن تنبث بمنحى عن التاريخ، و من لا يعرف تاريخه لا يمكن أبدا أن يلعب أي دور في إستشراف مستقبله… فإليكم معارضة المغرب خلال فترة الحماية، كانت معارضةً هدفها تحرير البلاد من المستعمر، مهمة إنتهت بخروج المستعمر و إستقلال المغرب.. و معارضة أفسحت المجال بعدها لمن ناضلوا من أجل تكريس الحقوق و تغلبوا على ما سمي بسنوات الرصاص.. غول كان حينها اسمه ” المخزن” إنتهى نضالهم، بامتثال الدولة لمطالب شعبية و تصالح المغرب مع أبنائه ليختفي الغول….

كان الجدير بمعارضة اليوم، تحديد و التصدي لغول المرحلة، الذي هو تحديات العولمة و مطالب الأجيال الجديدة،،، إلا أن باب المعارضة فتح على مصراعيه، خاصة بعد 2011، ليصبح سوقا لصعالكة يفتقدون حس الفروسيةً و الشرف و يضربون بعرض الحائط الضوابط الدستورية و الأخلاقية المفترضة فيمن يدعي الدفاع عن الحقوق.

ما ابتلينا به اليوم ليس أبدا “معارضة”. ابتلينا بقوم أصروا على إقتحام سوق المعارضة بورق قديم، لا يمكن أن يعتد به، لأنه خطاب خارج الزمن و لا يمثل حقيقة ما نحتاجه اليوم !!!

من يدعون المعارضة اليوم، كانوا في الماضي القريب منهمكون في نزواتهم الشخصية، و حتى من هم كانوا مقربين لمراكز القرار، عرف عنهم الإستبداد بل حاربوا معارضي الأمس و ضحايا سنوات الرصاص!!!

هؤلاء الذين يريدون اليوم اكتساح الساحة السياسية و إعطاء الرأي في كل صغيرة و كبيرة في هذا البلد، لم يحسب لهم قط موقف بطولي في الماضي، سوى بطولاتهم مع النساء و صعلكاتهم الليلية التي لا تخفى على أحد.

طبعا، نحن نريد معارضة، و لكن معارضة بناءة، معارضة مسؤولة، لا نريد ديوكا انتهت صلاحيتهم لم يعد يعنيهم أي شيء، أعلى طموحاتهم هي منصب ينالوه من أجل ضمان دخل مريح لما تبقى من حياتهم!!!!

وهنا المأساة لأن من يزايد علينا اليوم في الدفاع عن الوطن و الحقوق هم في الحقيقة من خسروا ريعا كانوا يستفيدون منه، أو من ضل حلمهم هو التقرب من القصر للحصول على ” كريمات” لم تعد موجودة أصلا!!!

هؤلاء يظنون اليوم أن كل من “يقل أدبه” فهو معارض، و يريدون نزع واجب التوقير عن كل مؤسسات البلاد..ثقافة ينشروها في زي المعارض المتعفف و هم في تراب زلاتهم غارقون.

بقدر ما نحتاج وجود المعارضة، لأنه لا يحد السلطة إلا السلطة، ولا يمنع التغول إلا التوازن، و بقدر ما نحتاج الرقابة على الأداء العام لكل السلطات، نحتاج الى ” المعقول” و ” الجدية” كما جاء في الخطاب الملكي، جدية في المعارضة، مسؤولية في ما تقوم به و تنتقذه، حذرة و أمينة على الإستقرار المجتمعي….

نحن بحاجة لجيل معارض جديد، يقرأ الدستور جيداً و يتعلم فن “الإعتراض”، ففي الضوابط القانونية حيز شاسع لممارسة المعارضة دون صعلكة… نعم نحتاج إلى معارضة رشيدة بقدر ما نحتاج إلى حكومة رشيدة… لأن عرش المعارضة لا يمكن أن تتربع فيه النخب الساقطة، بل يجب أن يكون المعارض ناجحا جدا ليكون له الحق في رفع صوته و القيامً بالمعارضة! بل و يجب أن يكون لديه الكثير من الفطنة و الذكاء ليصبح معارضا و إلا فقدرنا معارضون، وًهذا حالنا اليوم، يتسولون و يقتاتون من فتات يجود به عليهم من يتربص بالوطن، .

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *