اكسبريس تيفي /نجيبة جلال :
ملف السعيد بوكيوض هو ملف مواطن مغربي يعيش في المهجر، قام بفعل يجرمه القانون، من خارج أراضي الوطن، و كما تجري المساطر القضائية في هاته النازلات، تمً اعتقاله فور دخوله أرض الوطن..
كانت الأمور لتكون عادية مثل كل المتابعات القضائية، إلا أن الطوابرية الذين أصبحوا يتصيدوا الفرص لاختلاق ملفات حقوقية لم يخرجوا عن برنامجهم في هذا الملف و أبوا إلا أن ينضاف هذا الإسم إلى “لائحة العار” التي تضم أسماء و صور مجرمي قضايا حق عام في جرائم متنوعة، لها قاسم مشترك وحيد هو أن ذوي المتهمين و أسرهم باعوا ذممهم لأعداء الوطن مقابل إمتيازات سفر ووعود بإبراء الذمة و تبييض السجل العدلي….
إلا أن القراءة في ملف بوكيوض كانت فاضحة لنوايا خفية لأعضاء الطابور الخامس، الملحدون منهم و المتأسلمون… التياران المتنافضان إلتقيا في ملف بوكيوض ليفضحوا حقدهم الدفين على الوطن و عدم إعترافهم بأسمى مؤسسة في الوطن!
في ملف السعيد بوكيوض، تفنن حسن بناجح والمعطي منجب و فؤاد عبد المومني في تصوير المتهم على أنه ضحية تعبيره في إنتقاد التطبيع مع إسرائيل … و روجوا بشراسة لكونه لم يتابع إلا بسبب تعبيره عن رفضه لاستئناف العلاقات بين المغرب و اسرائيل سنة 2020!
بل و دخل على خط هذه الحملةً التدليسية كل أبطال الطابور الخامس ظنا منهم أنه سيسدلون الستار عن الحقيقة و يستطيعون تغيير ملامح الجريمة.
ليس فيما يقوم به خونة الوطن اعتباطية و لا مجال لتبرير مواقفهم بمواقف أخطأ أصحابها التقدير لعدم درايتهم بحقائق الأمور، لأنه و ببساطة، خطة طريقهم و منهجيتهم في التعبير عن حقدهم و موقفهم من توابث الدولة صار بينا للعلن…
أجل، منهجية صناعة ” أبطال من ورق” بتحريف الحقائق هي حرفة يتقنها المعطي و عبد المومني و بناجح و يؤطرون فيها أسر ” السجناء” كما ينسقون فيها مع علي لمرابط و محمد حاجب و غيرهم…
أما خصوصية ملف ” السعيد بوكيوض” فهي آخر مسمار دقه الطوابرية في نعشهم لأنهم بحيلتهم التضليلية هاته أزاحو الستار عن ” خطيئتهم الأصلية” خطيئة حاولوا طمسها طيلة مسارهم لشرعنة ما يسمونه ” محاربة الفساد”…
فكل من جماعة العدل والإحسان و هيئات التضامن التي تنبث في أراضي الطوابرية مثل الفطريات، في بثرهم لحقيقة جريمة ” السعيد بوكيوض” التي تتلخص في الإساءة إلى شخص الملك، كشفوا عن نياتهم المبيتة و ما يكتمونه بخصوص إمارة المؤمنين….فحقيقة التهم المنسوبة لسعيد بوكيوض، هي ما جرمه القانون الجنائي المغربي في المادة 179 التي تنص على العقوبة بالحبس من سنة واحدة إلى خمس سنوات، وبغرامة من مائتين إلى ألف درهم ضد من ارتكب إهانة موجهة إلى شخص الملك أو إلى شخص ولي العهد ومن ارتكب إهانة موجهة إلى أعضاء الأسرة الملكية.
هذا الفصل و الذي سبق و أن توبع به المواطن المعروف ب ” مول الكاسكيطة” الغير متواجد في لائحة العار التي يسهر الطوابرية على التفاوض مع أسر مجرمي حق عام من أجل ملئها!!! و لكن يبدو أن أسرة مول الكاسكيطة لا علاقة لها مع الطوابرية و لا مع جماعة العدل و الإحسان!!
لأن التعمد في إخفاء الجزء الأهم من الحقيقة حول جريمة بوكيوظ و التسويق على أنه متابع من أجل تعبيره عن رفضه للتطبيع بين المغرب و إسرائيل هو في الحقيقة من أجل دغدغة مشاعر مناهضي التطبيع من جهة و تجنب ردة فعل المغاربة اذا علموا بالجريمة الحقيقية من جهة اخرى، لأنه لا أحد من المغاربة سوف يتضامن مع هذا “المواطن العاق” المنفلت اللسان لو علموا حقيقة ما كنب السعيد بوكيوض.
كل هذا ليس إلا إلتفافا على الحقيقة، و تحويرا للواقع من طرف محتالين … و لكن الأخطر هو أن هذا الملف يحمل في طياته إعترافا صريحا من الطوابرية، الملحدين منهم و العدلاويين، بالخروج من عُروة الولاء و التنكر العلني لإمارة المؤمنين..
ليس في المشهد لبس، فالملحدين منهم لطالما ” قطروا الشمع” على توابثنا أما العدلاويين فنيتهم المبيتة لم تخفى يوما على أحد لأن ولاءهم كان دائما لمريدهم و منظرهم و لم يكن خطابهم المنافق سوى وجها من أوجه ” التقية”…
بثر حقيقة الجريمة المنسوبة إلى السعيد بوكيوض كان لها الفضل في فضح كل هذا وذاك، و مرة أخرى، ينسى العدلاويون أنهم مثلما خذلوا الدين في صمتهم عن ” نشر حوار مع حارق القرآن” في قناة يمولوها رفقة شركائهم الملحدين، هاهم يخذلون اليوم الوطن و إمارة المؤمنين بمشاركتهم في إخفاء جريمة السعيد بوكيوض وفقا لإسترايتيجية الطوابرية!