إكسبريس تيفي/نجيبة جلال:
يحمل المغاربة في قلوبهم #القضيةً_الفلسطينية منذ البداية، ليس فقط لأننا مسلمون و ليس فقط لأن الهوية العربية تجمعنا بل لأن فلسطين قضية شعب، قضية وطن!
#الطوفان_الاقصى عملية، قلنا منذ البداية أنها بمثابة فتح أبواب النار على المدنيين الفلسطينيين، و شاهدنا مشاهدا مرعبة و تنكيلا لا نظير له في حق أسر اسرائيليية، مشاهدا واكبتها #شعارات تؤجج الصراع و تنمي غليل #المجتمع_الغربي….قلنا حينها أن الشعارات ستنتهي و قلنا أن من سيدفع ثمن ذلك التهور هم فلسطينيون أبرياء لا يد لهم في تلك الهجمة.
ثم بدأت عملية #السيوف_الحديدية كرد اسرائيلي، و انضمت اليها أمريكا و ألمانيا و بريطانيا، فبدأ مسلسل الرعب، و انطفأت شعارات #النصر_الوهمي لتتحول الى أصوات تبكي فلسطين!
نعم، كلنا نبكي موتى #فلسطين و قلبنا مع #غزاوة و ثقيل على قلبنا ما آلت إليه الامور، شعب يموت و ما بقي منه قد يتشرد … فماذا قد يستطيع العرب أن يفعلوا؟
خرج ثمانية عشر ألف من المغاربة في مسيرةً الرباط يبكون فلسطين، منهم سياسيون يدغدغون مشاعر المغاربة لترميم صورةً الخذلان التي رسمتها ممارساتهم في الداخل، و ثلة من المغاربة، لا أشكك في صدق مشاعرهم بل أشك في درجة فهمهم ووعيهم بهذه القضية! و آخرون ممن خرجوا، لا يبحثوا سوى عن صور تبث في قناة الجزيرة…و أما من يموت من فلسطينيين و اسرائيليين فلهم الله و لا أحد سواه…و أما الثمانية عشر ألفا ممن خرجوا في شوارع الرباط، فكلنا نعلم أنهم حبة رمل وسط الاربعين مليون مغربي الذين يدعون الى السلام و ليست لهم خلفيات سياسية و لا حسابات شخصية و لا صور يريدون تلميعها، مغاربة شرفاء متشبعون بثقافة التعايش و الاسلام المعتدل!
أما نحن ، فلقد دعونا الى السلام، نحن من قلنا أن #حماس استعملت الفلسطينيين كذروع بشرية و عوض أن تحميهم، احتمت تحت منازلهم .. و هذا لا يعني أننا لا نبكي شهداء فلسطين أو أن صور اغتصاب نساء اسرائيليات و تنكيل باخرين لم يستفز مشاعرنا الانسانية، هذا يعني أننا نحكم عقولنا و نأخذ بعين الاعتبار جميع السياقات الدولية !!
بصريح العبارة، قضية فلسطين لا تستحمل المزايدات، لان تلك المزايدات هي بالضبط ما عقد القضية و منع أي حلول سياسية منذ البداية.. أما أصحاب نظريةً أن الحل هو #الحرب فلا يمكن إلا ادانتهم.
أما عن وطني، و هذا هو الاهم، لأنني لست بفلسطينية و لا اسرائيلية، أنا أولا و أخيرا مغربية و تهمني أولا سلامة وطني، فلا يسعني إلا أن أدين #حماس..لا يسعني إلا أن أستنكر هبوطها بالمظلات في ساحة مهرجان لمً يكن فيه إلا مدنيون، و لا يسعني إلا أن أندد بإقحام مدنيين اسرائليين كانوا أو فلسطينيين…
فمن يجرؤ اليوم على المزايدة ، ليتذكر أن #حماس و #حزب_الله قاموا بتدريب البوليساريو في تندوف, و ليعلموا جيدا أن #حماس و #حزب_الله ليستا الا ميليشيات ايرانية تنفذ #أجندات ترمي إلى تقسيم المغرب و تلعب على وتر #الوحدة_الترابية… من يزايد يجب أن يعلم أن #حماس لا تنظر الى القضية الفلسطينية الا بأعين #ايران …
فحتى و القلب مع #غزة و حتى و نحن نشاهد مأساة الفلسطينيين نعلم جيدا أنه لا سلام مع #حماس. و يكفينا العودة لتصريحات #بشار_الاسد حين قال أن موقف #حماس كان موقف غدر في #سوريا. فطريقة عمل #حماس ليست الا خطط #عصابات و لا تشبه في شيئ التنظيمات العسكرية.
#حماس التي بنت أنفاقا تحت بيوت #الغزاويين قد تقوم غدا بذلك في حدودنا ، فهل نقبل نحن المغاربة بذلك…. نعم، نعم ، حسب #تقرير_أمريكي هناك تحالف إيراني مع حماس والجزائر وحزب الله والفاغنر بالقرب من الحدود المغربية يتدربون على حفر الانفاق في تندوف.. فهل نبارك ما فعلوا في #غزة و نحن نعلم أنهم يحاولون القيام به في المغرب ؟
هل نبارك أفعال #حماس و هي ترفع أعلام #داعش و تكرر مجازرها و نحن البلد الذي أبهر العالم باستراتيجيته في محاربة التطرف الديني و أفعالهم الهمجية أينما كانت؟
حتما لا، #المغرب احتفظ بموقفه الرزين، في القضية الفلسطينية، منذ دائما و إن كان هناك من سيجد حلا أو يدفع لتوافقات في صالح فلسطين فحتما لن يقوم بذلك الا بلد #أمير_المؤمنين.
قد تختلف مواقفنا و لكن لا أظننا سنختلف في كوننا لسنا فلسطينيين و لا أسرائليين و أننا مغاربة أولا و أخيرا!