إكسبريس تيفي/
عبّر مجموعة من الأساتذة عن استعدادهم لتقديم دروس الدعم في اللغتين العربية والفرنسية لبعض وزراء حكومة أخنوش وبعض البرلمانيين، وذلك لتقويم اعوجاجهم اللغوي الذي أثار سخرية لاذعة في الآونة الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي.
أما الذين “يشرشمون” بمهنية عالية اللغة العربية -لغة الدستور- فيحاولون تبرير ذلك بكون تعليمهم كان “مفرنسا”، لكن عندما يتكلمون اللغة الفرنسية، نلاحظ أنهم يعنفون قواعدها ولا يتقنون إلا “الدارجة” المتداولة عند عامة الفرنسيين وخاصة المهاجرين المجنسين منهم.
وأما المعربون فهم يؤكدون أن الكفاءة التي تكلم عنها رئيسهم تعني في الواقع: “كفاءة التقاعُس”.
قال بنموسى في بداية الموسم الدراسي أن “مستوى تلاميذ الابتدائي كارثي..حيث لا يتقنون قراءة كلمات بسيطة”، موجها بذلك سهمه إلى الأساتذة الذين أجابوه بسخرية: “إذا كان وزير يطل على السبعين من عمره، ومازال يتلعثم في تركيب جملة بسيطة بلغة دستور البلاد، فإن الأمل كبير في تلميذ لم يبلغ بعد من العمر عشر سنين، أن يطور مستواه جيدا، ويقوم اعوجاجه اللغوي قبل أن يصل إلى ربع عمر الوزير”.
بعيدا عن هذه السخرية التي يحملها الجواب، لا يجادل أحد في أن مستوى بعض الوزراء والبرلمانيين يسيء إلى المؤسسات التي ينتمون إليها، ويتكلمون باسمها، ويلطخ في النهاية صورة البلد، حيث يؤخذ مستوى هؤلاء معيارا لتقييم وضعية الثقافة والتعليم في البلاد.
سيقول الأجنبي عنا “أرأيتم كيف يتكلم وزيركم لا بلغة الدستور ولا بلغة المستعمر، فهو في الحالتين كلتيهما يجيد تعنيف القواعد اللغوية؟ هل هذا هو مستواكم”؟
قد يقول قائل ويتساءل مستغربا: كيف يظن هؤلاء أن المستوى المعرفي والثقافي والسياسي يقاس بنوع السيارة والفيلا الفاخرة، والبدلة الأنيقة -في سياق تفضيل متعة البطن، وتغييب متعة الفكر التي لا يعرفها أغلبهم-في حين أن الأناقة الفكرية والحكمة السياسية، ولياقة الكلام، ولباقته هي المقياس والمعيار؟
رحم الله سقراط حينما قال “تكلم حتى أراك”.
وفي ثقافتنا الشعبية، يدخل هؤلاء بمنهجهم هذا، في خانة المثل الشعبي المغربي:”لعكر على الخنونة”.
في ظل هذا الوضع، سيخجل المثقف والأستاذ والطالب والتلميذ، وسيدرك المواطن البسيط أن خللا ما، في اختيار المسؤول المناسب في المكان المناسب وفي الظرفية السياسية المناسبة، وحال لسانهم جميعا يردد المقولة الشهيرة لأبي حنيفة حينما قال:”آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه”.